على ما يرويه ، ولو فرضناه ثقة في نفسه بعد قول ابن حبّان (١) : إنّه كان مدلّساً. وقول العقيلي (٢) : غمزه ابن عون وله عن عطاء أحاديث لا يتابع عليها. وقول القطّان : له غير حديث عن عطاء لا يتابع عليه وليست بمحفوظة. وقول الآجري عن أبي داود : ليس لحبيب عن عاصم بن ضمرة شيء يصحّ ، وقول ابن خزيمة : كان مدلّساً (٣).
ونحن لا نناقش في السند بمكان سفيان الثوري ، ولا نؤاخذه بقول من قال : إنّه يدلّس ويكتب عن الكذّابين (٤).
٣ ـ إنّ الثابت عن ابن عبّاس بعدّة طرق مسندة يضادّ هذه المزعمة ، ففيما رواه الطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق عليّ بن أبي طلحة وطريق العوفي عنه أنّها في المشركين الذين كانوا ينهون الناس عن محمد أن يؤمنوا به ، وينأون عنه يتباعدون عنه (٥).
وقد تأكّد ذلك ما أخرجه الطبري وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وعبد بن حميد من طريق وكيع عن سالم عن ابن الحنفية ، ومن طريق الحسين بن الفرج عن أبي معاذ ، ومن طريق بشر عن قتادة.
وأخرج عبد الرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة والسدي والضحّاك ، ومن طريق أبي نجيح عن مجاهد ، ومن طريق يونس عن ابن زيد قالوا : ينهون عن القرآن وعن النبيّ ، وينأون عنه يتباعدون عنه (٦).
__________________
(١) الثقات : ٤ / ١٣٧.
(٢) الضعفاء الكبير : ١ / ٢٦٣ رقم ٣٢٢.
(٣) تهذيب التهذيب : ٢ / ١٧٩ [٢ / ١٥٦]. (المؤلف)
(٤) ميزان الاعتدال : ١ / ٣٩٦ [٢ / ١٦٩ رقم ٣٣٢٢]. (المؤلف)
(٥) تفسير الطبري : ٧ / ١٠٩ [مج ٥ / ج ٧ / ١٧٢] ، الدرّ المنثور : ٣ / ٨ [٣ / ٢٦٠ ـ ٢٦١]. (المؤلف)
(٦) تفسير الطبري : ٧ / ١٠٩ [مج ٥ / ج ٧ / ١٧٢] ، الدرّ المنثور : ٣ / ٨ ، ٩ [٣ / ٢٦٠ ، ٢٦١] ، تفسير الآلوسي : ٧ / ١٢٦. (المؤلف)