المنزلة؟» قال : بزهده في هذه الحطام الفانية. وذكره الزمخشري في ربيع الأبرار (١) باب ٢٣.
عهد النبي الأعظم إلى أبي ذر :
١ ـ أخرج الحاكم في المستدرك (٢) (٣ / ٣٤٣) من طريق صحّحه عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا أبا ذر كيف أنت إذا كنت في حثالة؟» وشبك بين أصابعه ، قلت : يا رسول الله فما تأمرني؟ قال : «اصبر اصبر اصبر ، خالقوا الناس بأخلاقهم ، وخالفوهم في أعمالهم».
٢ ـ أخرج أبو نعيم في الحلية (١ / ١٦٢) من طريق سلمة بن الأكوع عن أبي ذر رضى الله عنه قال : بينا أنا واقف مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لي : «يا أبا ذر أنت رجل صالح وسيصيبك بلاء بعدي». قلت : في الله؟ قال : «في الله». قلت : مرحباً بأمر الله.
٣ ـ أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (٣) (٤ / ١٦٦) طبع ليدن من طريق أبي ذر قال : قال النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفيء؟» قال : قلت : إذاً والذي بعثك بالحقّ أضرب بسيفي حتى ألحق به. فقال : «أفلا أدلّك على ما هو خير من ذلك؟ اصبر حتى تلقاني».
وفي لفظ أحمد وأبي داود : «كيف أنت وأئمّة من بعدي يستأثرون بهذا الفيء؟» قال : قلت : إذاً والذي بعثك بالحقّ أضع سيفي على عاتقي ثمّ أضرب به حتى ألقاك أو ألحق بك. قال : «أوَلا أدلُّك على ما هو خير من ذلك؟ تصبر حتى تلقاني». وفي لفظ : «كيف أنت عند ولاة يستأثرون بهذا الفيء؟».
__________________
(١) ربيع الأبرار : ١ / ٨٣٤.
(٢) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٣٨٦ ح ٥٤٦٤.
(٣) الطبقات الكبرى : ٤ / ٢٢٦.