ـ ٣٧ ـ
عطيّة الخليفة أبا سفيان
أعطى أبا سفيان بن حرب مائتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال قاله ابن أبي الحديد في الشرح (١) (١ / ٦٧).
قال الأميني : لا أرى لأبي سفيان المستحقّ للمنع عن كلّ خير أيّ موجب لذلك العطاء الجزل من بيت مال المسلمين ، وهو ـ كما في الاستيعاب لأبي عمر عن طائفة ـ كان كهفاً للمنافقين منذ أسلم وكان في الجاهليّة ينسب إلى الزندقة. قال الزبير يوم اليرموك لمّا حدّثه ابنه أنّ أبا سفيان كان يقول : إيه بني الأصفر : قاتله الله يأبى إلاّ نفاقاً أوَلسنا خيراً له من بني الأصفر؟ وقال له عليّ عليهالسلام : «ما زلت عدوّا للإسلام وأهله». ومن طريق ابن المبارك عن الحسن : أنّ أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة إليه فقال : صارت إليك بعد تيم وعدي فأدرها كالكرة ، واجعل أوتادها بني أُميّة ، فإنّما هو الملك ولا أدري ما جنّة ولا نار. فصاح به عثمان : قم عنّي فعل الله بك وفعل. الاستيعاب (٢) (٢ / ٦٩٠).
وفي تاريخ الطبري (٣) (١١ / ٣٥٧) : يا بني عبد مناف تلقّفوها تلقّف الكرة ، فما هناك جنّة ولا نار.
وفي لفظ المسعودي : يا بني أُميّة تلقّفوها تلقّف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرنّ إلى صبيانكم وراثة. مروج الذهب (٤) (١ / ٤٤٠).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة : ١ / ١٩٩ خطبة ٣.
(٢) الاستيعاب : القسم الرابع / ١٦٧٨ ـ ١٦٧٩ رقم ٣٠٠٥.
(٣) تاريخ الأُمم الملوك : ١٠ / ٥٨ حوادث سنة ٢٨٤ ه.
(٤) مروج الذهب : ٢ / ٣٦٠.