ـ ٣٦ ـ
هبة الخليفة لعبد الله من مال المسلمين
أعطى لعبد الله بن خالد بن أُسيد بن أبي العيص بن أميّة ثلاثمائة ألف درهم ولكلّ رجل من قومه ألف درهم. وفي العقد الفريد (١) (٢ / ٢٦١) ، والمعارف لابن قتيبة (٢) (ص ٨٤) ، وفي شرح ابن أبي الحديد (٣) (١ / ٦٦) : أنّه أعطى عبد الله أربعمائة ألف درهم.
قال أبو مخنف : كان على بيت مال عثمان عبد الله بن الأرقم ، فاستسلف عثمان من بيت المال مائة ألف درهم وكتب عليه بها عبد الله بن الأرقم ذكر حقّ للمسلمين وأشهد عليه عليّا وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقّاص وعبد الله بن عمر ، فلمّا حلّ الأجل ردّه عثمان ، ثمّ قدم عليه عبد الله بن خالد بن أُسيد من مكة وناس معه غزاة فأمر لعبد الله بثلاثمائة ألف درهم ولكلّ رجل من القوم بمائة ألف درهم ، وصكّ بذلك إلى ابن أرقم فاستكثره وردّ الصكّ له. ويقال : إنّه سأل عثمان أن يكتب عليه به ذكر حقّ فأبى ذلك ، فامتنع ابن الأرقم من أن يدفع المال إلى القوم ، فقال له عثمان : إنّما أنت خازن لنا فما حَمَلك على ما فعلت؟ فقال ابن الأرقم : كنت أراني خازناً للمسلمين وإنّما خازنك غلامك ، والله لا ألي لك بيت المال أبداً. وجاء بالمفاتيح فعلّقها على المنبر ، ويقال : بل ألقاها إلى عثمان فدفعها عثمان إلى ناتل مولاه ، ثمّ ولّى زيد بن ثابت الأنصاري بيت المال وأعطاه المفاتيح. ويقال : إنّه ولّى بيت المال معيقيب بن أبي فاطمة ، وبعث إلى عبد الله بن الأرقم ثلاثمائة ألف درهم فلم يقبلها. أنساب البلاذري (٥ / ٥٨).
__________________
(١) العقد الفريد : ٤ / ١٠٣.
(٢) المعارف : ص ١٩٥.
(٣) شرح نهج البلاغة : ١ / ١٩٨ خطبة ٣.