يخبرني أنّ الله قد زوّجك أُمّ كلثوم بمثل صداق رقيّة على مثل مصاحبتها (١)؟
أكانت مصاحبة عثمان هذه أُمّ كلثوم ولِدَة مصاحبتها رقيّة وكانت مرضيّة للمولى سبحانه؟ أو ترى عثمان متخلّفاً عن شرط الله في أُمّ كلثوم؟ أنا لا أدري.
على أنّ إسناد هذا الحديث معلول من جهات ، وكفاه علّة عبد الرحمن بن أبي الزناد القرشي وقد ضعّفه ابن معين (٢) وابن المديني وابن أبي شيبة وعمرو بن عليّ والساجي وابن سعد (٣) ، وقال ابن معين والنسائي (٤) : ولا يحتجُّ بحديثه (٥).
ـ ٢٨ ـ
اتِّخاذ الخليفة الحمى له ولذويه
لقد جعل الإسلام منابت العيش من مساقط الغيث والمروج كلّها شرعاً سواء بين المسلمين إذا لم يكن لها مالك مخصوص كما هو الأصل في المباحات الأصليّة من أجواز الفلوات وأطراف البراري ؛ فترتع فيها مواشيهم وترعى إبلهم وخيلهم من دون أيّ مزاحمة بينهم ، وليس لأيّ أحد أن يحمي لنفسه حمى فيمنع الناس عنه ؛ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «المسلمون شركاء في ثلاث : في الكلأ والماء والنار».
وقال : «ثلاث لا يُمنعن : الماء والكلأ والنار».
وقال : «لا يُمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ» وفي لفظ : «لا تمنعوا فضل الماء لتمنعوا به فضل الكلأ». وفي لفظ : «من منع فضل الماء ليمنع به فضل الكلأ منعه الله
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق : ٣٩ / ٣٩ ، ٤٠.
(٢) التاريخ : ٣ / ٢٥٨ رقم ١٢١١.
(٣) الطبقات الكبرى : ٥ / ٤١٦.
(٤) كتاب الضعفاء والمتروكين : ص ١٦٠ رقم ٣٨٧.
(٥) تهذيب التهذيب : ٦ / ١٧١ [٦ / ١٥٥]. (المؤلف)