يعتريها من ذلّ المسكنة ، وتطييب خواطرهم من هوان بسط يد الأخذ إلى الأغنياء ، ال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الصدقة تقع بيد الله عزَّ وجلَّ قبل أن تقع في يد السائل» (١).
وفي صحيح أخرجه مسلم (٢) (٣ / ٨٥) من طريق أبي هريرة مرفوعاً : «ما تصدّق أحد بصدقة من طيّب ـ ولا يقبل الله إلاّ الطيّب ـ إلاّ أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة ، فتربو في كفّ الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل». الحديث.
فيرى المعطي المسلم وجهه إلى الله وهو محسن أنّه مسلّم إلى الله جلّ وعلا حقّه ممّا خوّله سبحانه بمنّه إيّاه. والفقير يرى أنّه آخذ من الله وباسط كفّه إلى الله ويد الله هي مدرّ الأنعم ، وهي اليد العليا ، وهي الوسيطة بين المعطي والآخذ ، وله المنّ عليهما ، (وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ) (٣) (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما) (٤).
فالشيوعيّ لا يكون شيوعيّا إلاّ ويغمره تيّار الجهل الهائج ، وإنّ سماسرة الشيوعيّة يمنعون قبل كلّ شيء عن تحرّي العلم الصحيح ويسوقون الملأ إلى مستوى الجهل والبساطة ، ولعلّك لا تشكّ في ذلك متى جست خلال الديار في المملكة السوفيتيّة ومن جنح إليها من أقطار الأرض ، فإنّك لا تجد من يُهملج إلى الغاية الشيوعيّة إلاّ الرجرجة الدهماء الذين لم يعطوا من العلم شيئاً ، لكن البلاد الخصبة بالعلم والعلماء كلّها من إسلاميّ وغيره في منتأىً من تلك الخسّة ، وكذلك كلّ من أُوتي نصيباً من العلم لا تدعه عقليّته أن يسفّ إلى تلكم الهوّة الوبيئة ، وكيف بأبي ذر ـ وعاء العلم ـ وأمثاله؟
__________________
(١) أخرجه الدارقطني والبيهقي في شعب الإيمان [٣ / ٢٧٤ ح ٣٥٢٥]. (المؤلف)
(٢) صحيح مسلم : ٢ / ٣٩٧ ح ٦٣ كتاب الزكاة.
(٣) محمد : ٣٨.
(٤) النساء : ١٣٥.