لست بنعثل ولكنّي عثمان بن عفّان وأنا على ملّة إبراهيم حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين. قال : كذبت ، وضربه على صدغه الأيسر فقتله فخرَّ.
وقال : اختلف فيمن باشر قتله بنفسه فقيل : محمد بن أبي بكر ضربه بمشقص. وقيل : بل حبسه محمد بن أبي بكر وأسعده (١) غيره ، وكان الذي قتله سودان بن حمران وقيل : بل ولي قتله رومان اليمامي. وقيل : بل رومان رجلٌ من بني أسد بن خزيمة. وقيل : بل إنَّ محمد بن أبي بكر أخذ بلحيته فهزّها وقال : ما أغنى عنك معاوية ، وما أغنى عنك ابن أبي سرح ، وما أغنى عنك ابن عامر فقال له : يا بن أخي أرسل لحيتي فوالله إنّك لتجبذ لحية كانت تعزُّ على أبيك ، وما كان أبوك يرضى مجلسك هذا مني. فيقال : إنّه حينئذٍ تركه وخرج عنه. ويقال : إنّه حينئذٍ أشار إلى من كان معه فطعنه أحدهم وقتلوه. والله أعلم.
وأخرج أيضاً ما رويناه عن المستدرك بلفظ : فقال محمد بن طلحة : فقلت لكنانة : هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه ؟ قال : معاذ الله دخل عليه فقال له عثمان : يا بن أخي لست بصاحبي وكلّمه بكلام فخرج ولم يند بشيء من دمه. قال : فقلت لكنانة : من قتله ؟ قال : قتله رجلٌ من أهل مصر يقال له : جبلة بن الأيهم ثم طاف بالمدينة ثلاثاً يقول : أنا قاتل نعثل.
وذكر المحبّ الطبري في رياضه (٢) ( ٢ / ١٣٠ ) ما أخرجه أبو عمر في الاستيعاب من استحياء محمد بن أبي بكر وخروجه من الدار ودخول رومان بن سرحان وقتله عثمان. فقال : وقيل : قتله جبلة بن الأيهم. وقيل : الأسود التجيبي. وقيل : يسار بن غلياض.
وأخرج ابن عساكر (٣) في حديث ذكره ابن كثير في تاريخه (٤) ( ٧ / ١٧٥ ) : وجاء
___________________________________
(١) كذا في المصدر.
(٢) الرياض النضرة : ٣ / ٦٤.
(٣) تاريخ مدينة دمشق : ٣٩ / ٤٠٨ رقم ٤٦١٩.
(٤) البداية والنهاية : ٧ / ٢٠٧ حوادث سنة ٣٥ هـ.