بمحمد بن أبي بكر أسيراً فقال : هل معك عهدٌ ؟! هل معك عقدٌ من أحد ؟! قال : لا. فأمر به فقُتل ، وكان عليّ بن أبي طالب يُثني على محمد بن أبي بكر ويفضِّله لأنَّه كانت له عبادة واجتهاد (١).
وقال ابن حجر : قيل : إنَّه اختفى في بيت امرأة من غافق آواه فيه أخوها ، وكان الذي يطلبه معاوية بن حديج ، فلقيتهم أخت الرجل الذي كان آواه وكانت ناقصة العقل فظنّت أنّهم يطلبون أخاها فقالت : أدلّكم على محمد بن أبي بكر على أن لا تقتلوا أخي ؟ قالوا : نعم. فدلّتهم عليه ، فقال : احفظوني لأبي بكر. فقال معاوية : قتلت ثمانين من قومي في دم عثمان وأتركك وأنت صاحبه ؟
تهذيب التهذيب (٢) ( ٩ / ٨٠ ).
قال الأميني : إنَّ أمثال هذه الفظائع والفجائع لبمقربة من مخازي ابن العاصي وأذنابه ، ومن مرضاة ابن آكلة الأكباد الذين لم يُبالوا بإراقة الدماء الزاكية منذ بلغوا أشدّهم ، ولا سيّما من لدن مباشرتهم الحرب في صفّين إلى أن اصطلوا نار الحطمة فلم يفتأوا والغين في دماء الأخيار الأبرار دون شهواتهم المخزية.
وهَبْ أنَّ محمداً نال من عثمان ما حسبوه ، فعجيبٌ أن ينهض بثاره مثل معاوية المتثبّط عنه يوم استنهضه عثمان حتى قُتل ، وعمرو بن العاصي القائل المبتهج بقتله بقوله : أنا أبو عبد الله قتلته وأنا بوادي السباع. وقوله : أنا أبو عبد الله إذا حككت قرحة نكأتها. وقوله : أنا أبو عبد الله قد يضرط العير والمكواة في النار.
وكان يؤلّب عليه حتى الراعي في غنمه في رأس الجبل (٣). وهلّا ساق معاوية
___________________________________
(١) الاستيعاب : ٢ / ٢٣٥ [ القسم الثالث / ١٣٦٧ رقم ٢٣٢٠ ] ، تهذيب التهذيب : ٩ / ٨١ [ ٩ / ٧٠ ].
( المؤلف )
(٢) تهذيب التهذيب : ٩ / ٧٠.
(٣) راجع ما اسلفناه في الجزء التاسع : ص ١٣٦ ـ ١٣٩. ( المؤلف )