وذلك (١) لظهور المغيا فيها (٢) في بيان الحكم للأشياء بعناوينها (٣) ، لا بما هي مشكوكة الحكم (٤) كما لا يخفى ، فهو (٥) وان لم يكن له بنفسه (٦) مساس بذيل (٧) القاعدة ولا الاستصحاب ، إلّا (٨) أنه بغايته دلّ
______________________________________________________
(١) تعليل لقوله : «لا لتحديد الموضوع» أو لـ «أن يقال» والنتيجة واحدة. وقد عرفت تقريب الظهور بقولنا : والوجه في الظهور ما تقدم من أن الشيء ... إلخ.
(٢) أي : في هذه الأخبار ، والمراد بالمغيا هو المحمول أعني الحلية والطهارة.
(٣) يعني : بعناوينها الأولية بقرينة قوله : «لا بما هي مشكوكة» فتكون الحلية والطهارة حينئذ حكمين واقعيين.
(٤) المأخوذة في موضوع قاعدتي الحل والطهارة كما عرفت حتى تكونا حكمين ظاهريين.
(٥) أي : فالحكم للأشياء بعناوينها الأولية ، وغرضه من هذا الكلام أن المغيا وان دل على خصوص الحلية والطهارة الواقعيتين ، ولا تعلق له بقاعدتي الحل والطهارة ـ لدخل الشك في موضوعيهما كما هو شأن كل حكم ظاهري ـ ولا بالاستصحاب ، لأنه إثبات حكم واقعي في مرحلة الظاهر تعبداً ، لكن لا تتوهم أجنبية الأخبار عن الاستصحاب ، وذلك لدلالة الغاية على استمرار ذلك الحكم الواقعي ظاهراً ، وهذا هو الاستصحاب.
(٦) هذا الضمير وضمير «له» والمستتر في «يكن» كضمير «هو» راجع إلى الحكم للأشياء ، ويمكن عوده إلى المغيا ، والمعنى واحد.
(٧) يعني : بنفس القاعدة ، وقد عرفت وجه عدم مساس المغيا بالقاعدة والاستصحاب.
(٨) استدراك على «وان لم يكن» وضميرا «أنه ، بغايته» راجعان إلى الحكم للأشياء بعناوينها الأولية الّذي هو مفاد المغيا ، ولو قال : «إلّا أنها ـ أي الأخبار ـ بغايتها دلت ...» كان أولى.