والغفلة (١) عن أنه بالاشتراك بينه (٢) وبين الاختصاص الخاصّ والإضافة (*) الخاصة الإشراقية كملكه تعالى للعالم ،
______________________________________________________
(١) معطوف على «إطلاق» وضمير «أنه» راجع إلى «إطلاق» يعني : أن منشأ التوهم هي الغفلة عن كون الملك مشتركا لفظيا بين الجدة والإضافة ، وهي الاختصاص ، فعن صدر المتألهين بعد ذكر مقولة الجدة وإطلاق الملك عليها ما لفظه : «وقد يعبر عن الملك بمقولة له ، فمنه طبيعيّ ككون القوى في النّفس ، ومنه اعتبار خارجي ككون الفرس لزيد ، ففي الحقيقة الملك يخالف هذا الاصطلاح ، فان هذا من مقولة المضاف لا غير».
(٢) يعني : بين الملك المقولي وبين الإضافة الخاصة الحاصلة بأحد الموجبات المذكورة ، والأولى أن يقال «بينها» لرجوع الضمير إلى مقولة الجدة حقيقة.
__________________
مع أنه لا سنخية بينهما وان كان لكل منها مراتب.
وثانيا : أن تنظير واجديته تعالى بواجدية النّفس للصور والعلة للمعلول غير صحيح ، لعدم كونه تعالى علة للكائنات ، بل هو موجد لها بالإرادة والاختيار ، ولا سنخية بين الواجب والممكن حتى يكون وجود الممكن من مراتب وجوده جلّ وعلا. وعليه فالملكية الاعتبارية العقلائية تغاير الحقيقية وليست من مراتبها.
(*) الظاهر كون الواو عاطفة لـ «الإضافة» على «الاختصاص» لكنه ليس كذلك ، إذ ليس قوله : «والإضافة الخاصة» قسيماً ومغايرا للاختصاص ، بل هي بيان لأحد قسميه ، وما ذكره هنا ملخص ما بينه بقوله : «وعلى اختصاص شيء بشيء خاص ، وهو ناش إما من جهة اسناد وجوده إليه ككون العالم ملكا للباري جل ذكره ... إلخ» فحق العبارة أن تكون هكذا «وبين الاختصاص الخاصّ الناشئ من الإضافة الإشراقية ... أو المقولية ... إلخ» وتوهم كون العطف تفسيريا فاسد ، لكون الإضافة الإشراقية والمقولية منشأ للاختصاص لا عينه حتى يكون مفسّرا له ، فتدبر.