وغيره (١) إنما هو في الحركة القطعية ، وهي كون الشيء في كل آن في حدّ أو مكان [وهي كون الأول في حدّ أو مكان آخر في الآن الثاني] لا التوسطية وهي كونه بين المبدأ والمنتهى (*) ، فانه (٢) بهذا
______________________________________________________
فيها كون الشيء في كل آن في حد غير حدّيه السابق واللاحق ، دون القسم الثاني وهو الحركة التوسطية ، فانه من الأمور القارة ، ولذا يصح أن يقال عند طلوع الشمس : «وجد النهار» وعند غروبها : «انعدم» ، وكذا «وجد الليل عند غروبها وانعدم عند طلوعها».
وبالجملة : فلا إشكال في جريان الاستصحاب في مثل الليل والنهار وغيرهما من الأمور التدريجية إذا كان الشك في بقائها ناشئا من الشك في حركتها التوسطية ووصولها إلى منتهاها ، فإذا شك في وصول الشمس مثلا إلى النقطة التي تغرب فيها جرى الاستصحاب في عدم وصولها إليها ، ويقال : النهار باق بمقتضى الاستصحاب. وكذا يستصحب عدم وصول المسافر من النجف الأشرف إلى كربلاء إذا شك في وصوله إلى كربلاء ، ويعدّ أنه بعد في الطريق ولم يصل إلى كربلاء.
(١) من المقولات الأخر كالكم والكيف والوضع كما مر آنفا ، بل الجوهر.
(٢) أي : فان الحركة بهذا المعنى ـ وهو كون الشيء بين المبدأ والمنتهى ـ من الأمور القارة المستمرة لا الأمور التدريجية المتصرمة. والأولى تأنيث ضمير «فانه» وكذا المستتر في «يكون» وقوله : «لا التوسطية» معطوف على «القطعية».
__________________
(*) هذا تعريف لمطلق الحركة ، لا لخصوص القطعية ، غايته أن الكون في كل آن في حد يكون جزءا للحركة القطعية وجزئيا للتوسطية ، فان الحركة كما عرّفها في الأسفار عبارة عن «موافاة حدود بالقوة على الاتصال ، والسكون هو أن تنقطع هذه الموافاة» وعليه فلا وجه لتخصيص التعريف المذكور في المتن بالحركة القطعية.