والالتزام (١) بآثاره شرعا (*).
______________________________________________________
والكون في الخارج بلا موضوع بحسب وجود العرض حقيقة لا بحسب وجوده تعبدا ...» (١).
(١) عطف تفسيري لقوله : «تعبدا» ، فان التعبد هو الالتزام بالآثار شرعا.
فتحصل : أن البرهان العقلي المزبور يثبت استحالة انتقال العرض حقيقة من موضوع إلى آخر ، ولا يثبتها تعبدا حتى يكون دليلا على اعتبار بقاء الموضوع في الاستصحاب ، بل الدليل على اعتباره هو ما ذكرناه من صدق نقض اليقين مع بقائه وعدم صدقه بدونه.
__________________
(*) وللمصنف في الحاشية إشكال آخر على هذا الاستدلال وتبعه جمع ، وهو إشكال الأخصية ، قال فيها : «مع أنه أخص من المدعى ، فان المستصحب ليس دائما من مقولات الأعراض ، بل ربما يكون هو الوجود ، وليس هو من إحدى المقولات العشر ، فلا جوهر بالذات ولا عرض وإن كان بالعرض ...» (٢).
لكن يمكن أن يقال : ان ظاهر الدليل العقلي المتقدم وإن كان اختصاصه بالعرض المقابل للجوهر ، وهو يوهم أخصيته من المدعى كما أفاده ، إلّا أنه لا يرد عليه الإشكال بعد ملاحظة أمرين نبّه عليهما الشيخ الأعظم ، أحدهما : تفسير موضوع الاستصحاب بمعروض المستصحب ، وثانيهما : تصريحه بجريان الاستصحاب في الوجود العيني والذهني والأمر الاعتباري الّذي موطنه وعاء الاعتبار الّذي هو برزخ بين الوجودين ، بل وجريانه في العدم أيضا.
وبالنظر إلى هذين الأمرين لا بد أن يكون مقصوده بالعرض المستحيل انتقاله إلى معروض آخر أو بقاؤه بلا معروض هو كل ما يقابل الذات ويحمل عليها ، وهذا المعنى ينطبق على الوجود الجوهري والعرضي وعلى العدم الّذي معروضه الماهية كاستصحاب عدم زيد ، وعلى استصحاب الحكم الشرعي ، ولا مشاحة في إطلاق العرض على ما يقابل الذات ، فان الوجود عارض الماهية ، مع أن الوجود ليس
__________________
(١) حاشية الرسائل ، ص ٢٣٠
(٢) حاشية الرسائل ، ص ٢٣٠