الخفقة (١) والخفقتان عليه الوضوء (٢)؟ قال : يا زرارة قد تنام العين ولا ينام القلب والأذن ، وإذا نامت العين والأذن والقلب فقد وجب الوضوء ، قلت : فان حُرِّك في [إلى] جنبه شيء وهو لا يعلم (٣)؟
______________________________________________________
التي ذكرها علماء العربية ، وقال : «وليست حقيقة الحالية إلّا جعل أحد المضمونين قيداً للآخر بحسب فرض المتكلم ، فقولك جاء زيد وهو راكب ، أي : والمفروض أنه راكب. وكذلك ـ ينام وهو على وضوء ـ أي والمفروض أنه على وضوء ، من دون دخل للاتحاد الزماني بين المضمونين ، فالحالية عين الفرض والتقدير ...» (١) فتأمل.
(١) قال في الصحاح : «خفق الرّجل حرّك رأسه وهو ناعس».
(٢) منشأ هذا السؤال أحد أمرين ، الأول : احتمال ناقضية الخفقة بالاستقلال ، قبال سائر النواقض ، مع القطع بعدم كونها من النوم الناقض الّذي هو نوم القلب الكاشف عنه غلبة النوم على حاسة السمع ، وهي الأذن التي هي آخر حس يعرضه النوم ، كما أن أول ما يغلبه النوم هو حس البصر.
وبالجملة : نوم القلب منشأ تعطيل الحواس كلها. وعليه فالشبهة حكمية.
الثاني : احتمال مصداقية الخفقة للنوم ، بمعنى تحقق النوم الناقض بمجرد عروض الخفقة وكونها من مراتب النوم الناقض شرعاً وان لم يكن نوماً حقيقة. والظاهر من السؤال هو هذا الاحتمال ، بمعنى أن السائل يريد تحديد مفهوم النوم الناقض ، وأنه يشمل الخفقة أم يختص بنوم القلب ، فالشبهة مفهومية. وهذا ما استظهره المصنف في الحاشية. وعليه فهذه الجملة لا ترتبط بالاستصحاب بناءً على ما هو الحق من منع جريانه في الشبهات المفهومية.
(٣) أي : لا يحسّ به ولا يحصل التفات إليه. وهذا السؤال كسابقه يحتمل فيه وجهان أحدهما : كونه سؤالاً عن الشبهة الموضوعية ، يعني يشك زرارة بمجرد
__________________
(١) نهاية الدراية ، ٣ ـ ١٦