وقال آخر :
الا يا ديار الحيّ بالسّبعان |
|
أملّ عليها بالبلي الملوان (١) |
فالجر فيهما ـ بكسر النون ـ من غير مبالاة بالواو والألف الّتي هما علامتا الرفع ، ويجوز حذفها للنظر إلى كونها علامات في الوضع الأوّل ، كما جاز إعرابها بالحرف لهذا (٢).
(فلذلك) ـ الّذي ذكر من جواز الوجهين ـ (جاء قنّسريّ) ـ بحذف زيادة الجمع ـ ، (وقنّسرينيّ) ـ بإثباتها ـ ، وما طريّ ، وما طرينيّ ، ونصيبيّ ، ونصيبينيّ ، وسبعيّ ، وسبعانيّ.
(ويفتح) ـ وجوبا ـ ما قبل الآخر ، وهو الحرف (الثاني من) الاسم الّذي كان في عدد الحروف وكسر الحرف الثاني على (نحو : نمر) ، على زنة ـ كتف ـ للحيوان المعروف من السباع ـ سواء وافقه في فتح الحرف الأوّل أم لا ، كإبل ، (ودئل) ، فيقال : نمريّ ، وإبليّ ، ودئليّ ، ـ بفتح الحرف الثاني ـ ، لئلّا يجتمع كسرته مع كسرة ما قبل الياء النسبة المشدّدة ، فيجتمع كسرتان وياآن ، وهو مستثقل لتتابع الأمثال.
ومنهم من يبقى الكسرة في نحو : إبليّ ، لانجبار الثقل بجريان اللسان على نهج واحد.
وأبقوا ضمّ الثاني من نحو : عضديّ ، وعنقيّ ، لعدم اجتماع الأمثال ، واغتفر الانتقال من الضم إلى الكسر ، لعروضه ، كما في المبنى للمفعول.
وذلك : (بخلاف) ما زاد على ثلاثة أحرف وما قبل آخره مكسور ، سواء كان
__________________
ـ إلى عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري. ويروي : بالمجنون ـ بالباء ـ وهو على ما قيل في هذه الرواية مصدر على زنة المفعول ، أي بت متلبّسا بالجنّة.
(١) البيت : لتميم بن أبي فضل ، وقيل لغيره. واملال الكتاب : إملائه. والملوان : اللّيل والنهار وهو فاعل أملّ.
(٢) أي للنظر إلى كونها علامات في الوضع الأوّل.