الكوفيون : ان مثل ذلك بمعنى اسم الفاعل ، وترك التاء لعدم الحاجة لاختصاص المعنى بالمؤنث ، وان اتفق الحاقها في البعض ، كحاملة على الأصل ، حملا على غيرها من الصفات ، واورد عليهم تركها في بعض الصفات المشتركة ، كما حكاه الفراء من قولهم : امرأة محبّ لزوجها وعاشق ، وقولهم : رجل عانس وامرأة عانس ـ إذا طال مكثها في منزل أهله غير متزوجة ـ ، وقولهم : جمل شائل ، وناقة شائل ، والحمل على الشذوذ بعيد لكثرة مثله.
وجاء «فعل» بفتح الفاء وكسر العين ـ أيضا ـ للنسبة ، ك ـ نهر ـ بمعنى نهاريّ ـ لمن يعمل في النهار ، كما في قوله :
لست بليليّ ولكنّي نهر |
|
لا ادلج اللّيل ولكن ابتكر (١) |
ومنه : حرح ، وسته ـ بمعنى حريّ ، واستيّ ـ لمن يلازم ذلك الشغل.
وهذا ، و «فعّال» و «فاعل» كلّها مختصّة بالثلاثي المجرّد ، لعدم امكان بنائها من غيره ، فلا يتأتى افادة الاحتراز في غيره ، نعم قد يجيء اسم الفاعل منه للنسبة ، كمرضع ، ومنفطم ، ـ بمعنى ذات ارضاع وانفطام ـ ، ويمكن ادراجه في كلام المصنف بحمل الفاعل على اسم الفاعل وان بعد.
وممّا جاء للنسبة ما جرى على شيء للمبالغة نحو : عزّ عزيز ، وذلّ ذليل ، وهمّ ناصب ونحو ذلك على ما قال نجم الأئمّة رضي.
***
__________________
(١) أي لست منسوبا إلى اللّيل أي لست عاملا في اللّيل ، ولكنّي عامل في النهار منسوب إليه. وادلج : مضارع أدلج كاكرم أي سار أوّل اللّيل ، وأمّا السير آخر اللّيل فهو الادّلاج بتشديد الدال وهمزة الوصل. وابتكر : مضارع الابتكار وهو المبادرة إلى الشيء والاتيان بكرة.