سوى ـ الدّار ـ يدلّ عليه أيضا.
ولا حجر في اجتماع العلامات الّتي هي امارات ، وهذه العلامة أيضا غير منعكسة ، فانّ المقلوب قد يكون كثير الاستعمال كالجاه ، والحادي ، وقد يكون الأصل مرفوضا كالقسيّ ، فانّ أصله غير مستعمل أصلا ، فضلا عن الكثرة.
ثمّ انّ هذه الوجوه الأربعة لمعرفة القلب متّفق عليها.
[٥] [و] يعرف أيضا(بأداء تركه إلى اجتماع همزتين) ، ولكن ليس ذلك إتفاقيا بل ، (عند الخليل) ، وذلك في اسم الفاعل من الأجوف المهموز اللّام ، (نحو : جاء) وهو : اسم فاعل من جاء يجيئ ، فزعم الخليل ، انّ اللّام قلب إلى موضع العين ، فحصل جاءي ـ بتقديم الهمزة على الياء ـ على وزن «فالع» ، ثمّ أعلّ اعلال قاض ، إذ لو لم يقلب لوجب أن يقلب يائه همزة ـ على ما هو القاعدة في اسم الفاعل الأجوف ـ فتجتمع همزتان ، وذلك مستثقل.
وسيبويه : امتنع من القلب واعتبر اعلال اسم الفاعل الأجوف ، واعتذر عن استثقال اجتماع الهمزتين بزواله بانقلاب الثانية ـ ياء ـ على ما هو القياس في تخفيفهما عند اجتماعهما متحركين ، مع انكسار الاولى ، ثمّ يعلّ اعلال قاض ، وكأنّه ـ مع تعدّد الاعلال ـ أحسن من القلب الّذي اعتبره الخليل ، وان لم يكن فيه سوى اعلال قاض ، لندور القلب وشيوع تلك الاعلالات.
واعترض عليه أصحاب الخليل : بأن كل ياء ـ منقلبة عن الهمزة ، المكسور ما قبلها ـ يجوز فيها الاعلال المناسب ، للياء الحاصلة بعد القلب ، كالحذف رفعا وجرّا في جاء ، وتركه مع رجحان الترك ، ومن ثمّة كان الأفصح تركه في : داري ، ومستهزيون ، عند قلب همزتهما ـ ياء ـ مع لزوم اعلال قاض في باب جاء.
وأجيب عنه : بمنع تلك الكلمة ، بل ان كان إنقلاب الياء عن الهمزة على سبيل الجواز ـ كما في المثالين ـ لوحدة الهمزة فيهما ، جاز الاعلال المناسب للياء الحاصلة بعد الانقلاب ، مع رحجان الترك كما ذكر.