(اجدر) بالحمل عليه ، لتوافق المفردين في الزنة ـ أيضا ـ وكذا حملوا عليه سكرى في سكران.
والحاصل ان حمل بعض الأبنية على بعض في الجمع للمناسبة واقع في كلامهم ، وان تخالفا في الزنة فمع التوافق أولى ، وذلك : (كما حملوا : أيامي) وهو جمع ـ ايّم ـ بتشديد الياء ـ مثل : سيّد على «فيعل» ـ لمن لا زوج له من الرجال والنّساء ـ من أيم يأيم أيما ، وأيمة ، وأيومة ، (ويتامى) وهو جمع يتيم مثل كريم ـ لفاقد الأب من الانسان ، وفاقد الام من الحيوانات ، وفاقد الاخت من الدرّة ـ ، (على وجاعى ، وحباطى) ، في وجع ، وحبط كلّاهما على زنة كتف ، لما يقارن الايومة واليتم من الحزن والوجع مع تقارب أوزان المفردات وان تخالفت ، وزعم الزمخشري : ان أصلهما أيائم ، ويتائم ، على «فعائل» فقلبت الهمزة إلى موضع اللّام وقلبت ألفا ، وفاقا للجوهري في الايامى ، ويخدشه شدوذ «فعائل» في جمع «فعيل» من المذكر من الصفة ، كنظير ونظائر ، وكريه ـ بمعنى مكروه ـ وكرائه على ما يقال.
(المؤنث) ممّا مدته الثالثة هي الياء يجمع على «فعال». كالمذكر ، (نحو : صبيحة) من الصّباحة وهي : الجمال ، (على صباح) ، كصبيح وصباح ، (و) على «فعائل» ، نحو : (صبائح) ، وذبائح ، في ذبيحة بمعنى مذبوحة ـ ، (و) قال بعضهم : (جاء) في جمع هذه الزنة «فعلاء» ، كقولهم : (خلفاء) في خليفة ، لكنّه غير ثابت ، (وجعله جمع ـ خليف ـ) كما وقع في قوله :
إنّ من القوم موجودا خليفته |
|
وما خليف أبي موسى بموجود (١) |
(أولى) ، لشيوع هذه الزنة في جمع المذكر وندرتها في المؤنث حتّى قيل : لم يأت إلّا قولهم : نسوة فقراء وسفهاء ، وقيل : انّ الخليفة لما لم يطلق إلّا على المذكر جمعوه
__________________
(١) هذا البيت لأوس بن حجر ، وحاصل كلامه ان من القوم من هو موجود خليفته ولا خليفة لأبي موسى ، والاستشهاد في البيت على انّه قد ورد عنهم خليف بغير التاء بمعنى خليفة.