وذلك (للتّميز (١) عن «أفعل» التفضيل) الّذي يجمع جمع السلامة ، (و) كذلك (لا) يجمع مؤنثها أيضا جمع السلامة ، ومن ثمّة لا يقال : (حمراوات) ، وعرجاوات مثلا ، لكن ليس ذلك لتميز عن مؤنث اسم التفضيل ، لأنّه لا يجمع على هذه الصورة ، فان ألف مؤنث اسم التفضيل مقصورة تنقلب ياء في الجمع بالألف والتاء ، كما يقال : هنّ الفضليات ، وهي متميّز عن حمراوات ، بل (لأنّه فرعه) ـ أي قولهم : حمراوات فرع قولهم : احمرين ـ لأنّ المؤنث فرع المذكر فاذا منع الأصل عن التصحيح فكيف يصحّح الفرع.
(وجاء : الخضراوات) ـ بالألف والتاء ـ في جمع الخضرآء ، على ما روى عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم انّه قال : [ليس في الخضراوات صدقة] (٢) ، (لغلبته اسما) للبقول الرطبة الّتي تؤكل ـ ، و «فعلآء» الممدودة إذا كانت اسما يجمع كذلك ، كصحراوات.
(و) «افعل» للمذكر من صيغة التفضيل ، (نحو : الأفضل) يجمع في التكسير(على) «الأفاعل» ، نحو : (الأفاضل) ، (و) في التصحيح على نحو : (الافضلين) وان كان الأصل عدم التصحيح فيه ، لعدم قبوله التاء ، ولعل تصحيحه جبر لما فاته من ان يعمل عمل الفعل في الفاعل والمفعول مع ان معناه في الصفة أبلغ وأتم من اسم الفاعل الّذي انّما يعمل فيهما لأجل معنى الصفة ، كذا قال بعض المحقّقين.
__________________
ـ وهما صفتان لحلائل ، والاستشهاد بالبيت في قوله : أسودين وأحمرين حيث جمع أسود وأحمر جمع المذكر السالم بالواو والنون ، وهو عند ابن كيسان ممّا يسوغ القياس عليه وعند غيره خاص بضرورة الشعر.
(١) هكذا كتب في جميع نسخ هذا الشرح ولكن في شرح الشافية غير ذلك بل [لتميّزه] بدل قوله : للتميز. وكيف ما كانت فالعبارة تستقيم معناها.
(٢) الحديث : رواه الترمذي ثمّ قال : اسناد هذا الحديث ليس بصحيح ، كتاب الزّكاة باب ما جاء في زكاة الخضراوات.