وهذا(بخلاف نحو : خافا) ، وقولا ، وبيعا ، وخافوا ، وقولوا ، وبيعي ، ونظائرها من المضارع ، نحو : لم يخافا ، ولم يقولوا ، ولا تبيعوا ونحوها ، فانّ الحركة فيها معتد بها ، لعروضها باتصال الضمير المرفوع المتصل الّذي يجري مجرى الجزء من الفعل.
(و) بخلاف نحو : (خافنّ) ، وقولنّ ، وبيعنّ ، ولا تخافنّ ، ولا تقولنّ ، ولا تبيعنّ ، بالنون الثقيلة وفتح ما قبلها في الجميع للمفرد وضمّه للجمع وكسره في المخاطبة فان عود المحذوف فيها ، لأنّ الحركة فيها معتد بها ، لحصولها باتصال النون الّتي اتصلت بالفعل وجرى مجرى الجزء منه : امّا : في المفرد فظاهر ، وامّا في الأخيرين فبعد حذف ما كان مانعا عن تنزيلها منزلة الجزء أعني : الضميرين ، وامّا في نحو : غزتا ، ورمتا من الناقص المثنى في المؤنث فعدم الردّ لكون ألف التثنية الّتي لأجلها تحرك التاء في حكم المنفصل بحيلولة التاء ، ومع ذلك جوّز بعضهم فيه الردّ بأن يقال : غزاتا ، ورماتا ، كما في قول امرأ القيس :
لها متنتان خظاتا كما |
|
أكبّ على ساعديه النّمر (١) |
(وان لم يكن) أوّل الساكنين (مدّة حرّك) ذلك الأوّل ، لعدم ثقل الحركة وعدم منافاتها لوضعه مع حصول الغرض الّذي هو التحرّز عن التقاء الساكنين بها ، فلا وجه للحذف ، ولكن يستثنى من ذلك ما إذا كان أوّلهما تنوين العلم الموصوف بابن مضافا إلى علم آخر كزيد بن عمرو ، فانّه يحذف ، أو كان أوّلهما نون التأكيد الخفيفة ، فانّها تحذف أيضا كما تقدّم في مقدّمة الاعراب ، وذلك كقول الأضبط بن قريع :
__________________
(١) هذا البيت من قصيدة تنسب لامرئ القيس ، وهو في وصف فرس. المتنتان : تثنية متنة ، وهي بمعنى المتن وأراد جانبي ظهرها. وخظاتا : اكتنزتا وارتفعتا. وقوله : «كما أكب على ساعديه النمر» قال ثعلب : أي في صلابة ساعد النمر إذا اعتمد على يديه ، فكأنّه قال : لها جانبا ظهر مكتنزان شديدان. والاستشهاد بالبيت في قوله : «خظاتا» فالقياس ان تقول : خظتاكما تقول رمتا ولكن الشاعر أعاد الألف الّتي هي لام الفعل نظرا إلى تحرّك التاء ولم يبال بعراقة التاء في السكون.