نقلت ضمّة العين إلى ما قبلها للتوسل إلى الادغام ، وحذفت همزة الوصل في الأمر للاستغناء عنها لتحرّك ما بعدها وليس في أصل الساكن الثاني الّذي اضطر إلى تحريكه حركة قبل الادغام ، كما في نحو : اردد ، ولم يردد ، لسكونه بالجزم ، فحيث لم يكن حركة أصليّة يراعى إبقائها جوّزوا فيه الضمّ اتباعا لما قبله ، والفتح تخفيفا ، والكسر على الأصل في تحريك الساكن.
وفي مفتوح العين نحو : عضّ وجهان : الفتح للاتباع والتخفيف ، والكسر على الأصل ، وفي مكسورها نحو : فرّ : الكسر للأصل والاتباع ، والفتح للتخفيف ، ويمتنع فيهما الضم.
هذا إذا كان مثل ما ذكر غير ملاق لساكن بعده ، (بخلاف) ما إذا لاقى ذلك كاللّام في نحو : (ردّ القوم) ، فانّه يتعيّن فيه الكسر(على الأكثر) ، لأنّه لو فك الادغام وقيل : اردد القوم تعين الكسر فابقي على حركته بعد الادغام أيضا ، ومن العرب من يفتح بعد الادغام وعليه روي قول جرير :
فغضّ الطرف إنّك من نمير |
|
فلا كعبا بلغت ولا كلابا (١) |
وقوله أيضا :
ذمّ المنازل بعد منزلة اللّوي |
|
والعيش بعد أولئك الأيّام (٢) |
(وكوجوب الفتح في) المضاعف المذكور في لغة جميع العرب إذا اتّصل بالضمير المفرد المؤنث الغايب المنصوب ، وهو : ها ، (نحو : ردّها ، وعضّها ، واستعدّها) ، لأنّ الهاء ـ لخفائها ـ كالمعدوم فآخر الفعل كأنّه قبل الألف فيفتح ، (و) وجوب (الضمّ)
__________________
(١) هذا البيت من قصيدة لجرير بن عطية هجا بها الراعي النميري ، ونمير : قبيلة الراعي المهجو ، وكعب وكلاب : قبيلتان بلغتا عند الشاعر غاية السمو والرفعة. والاستشهاد بقوله : فغض الطرف فان يونس سمع العرب ينشدونه بفتح الضاد.
(٢) هذا البيت لجرير أيضا. ومعناه واضح.
والاستشهاد بقوله : ذمّ فقد روى بالفتح كما روى بالكسر والضم.