ومنه ، وعنه ـ بضمّ النون وسكون الهاء ـ في : منه ، وعنه ، لأن أوّل الساكنين ان كان صحيحا فهو يتحرّك بالطبع بكسرة مختلسة على ما قالوا وان لم يدرك لضعفها وغاية خفائها ، ولذلك جعلت كالعدم وحكم بالتقاء الساكنين ، فكأنّهم قصدوا اتمام تلك الكسرة ان كانت الساقطة عمّا بعده كسرة ، وحمل عليها الضم ان كانت هي الساقطة ، لما بينهما من التواخي والتناسب ، واستحقاقها للرعاية ، لكونها حركة قويّة شأنها ان يكون للعمدة ، بخلاف الفتح ، لكونه للفضلة بعيدا عن المناسبة للكسرة المختلسة الثابتة بالطبع ، فلذلك لم يجيء نحو : رأيت النّقر ـ بفتح القاف ـ إلّا على الشذوذ.
(و) النوع الثاني : المدغم قبله لين بشرط ان يكون ألفا ، فانّه جاء قلبها همزة مفتوحة للمبالغة في الهرب عن التقاء الساكنين فيما يكثر وقوعه وهو الألف قبل المدغم على ما قال المصنف والزمخشري ، فلذلك جاء : (دأبّة ، وشأبّة) بقلب ألفهما همزة مفتوحة على ما حكاهما أبو زيد ، وعليه قرأ في الشواذ ولا الضَأَلين ، و(إِنْسٌ وَلا جَانٌ)(١).
(بخلاف :) ما إذا كان اللين واوا نحو : (تَأْمُرُونِّي) على قرائة تشديد النون ، أو ياء ، نحو : خويصّة ، فانّهما يبقيان على حالهما من غير قلب ولا تحريك ، لقلّة وقوعهما بالنسبة إلى الألف على ما قال نجم الأئمّة ، فلا يبالي فيهما بالتقاء الساكنين ويعتبر الاغتفار.
***
__________________
(١) الآية : ٣٩ من سورة الرّحمن.