كما في سرى من قول الشماخ :
وربّ ضيف طرق الحيّ سري |
|
صادف زادا وحديثا ما اشتهى (١) |
وقد يمنع كثرة امالتها ويحمل الرويّ على الشذوذ ، ومنهم من يخص امالتها بما عدا النصب على ما يناسب قول أبي عليّ ، وقد تحذف الألف ـ وقفا ـ للضرورة ، كما حذفها لبيد عن المعلّى في قوله :
وقبيل من لكيز شاهد |
|
رهط مرجوم ورهط ابن المعلّ (٢) |
ولكيز : مصغرا بالزاي المعجمة ـ ابن قصي بن عبد القيس أبو قبيلة ، ورهط مرجوم : بالجيم ـ.
(و) الألف المقصورة الكائنة في الوقف على المنصوب المنوّن (قلبها وقلب كلّ ألف) مقصورة ، كألف ـ حبلى ـ ويضربها ، وعصا ، وغير ذلك في الوقف (همزة) ساكنة مثل أن يقال رأيت رجلا ، وهذه عصاء ، ويضربهأ ، بهمزة ساكنة في آخرها كما هو لغة قوم (ضعيف) يحترز عنه الفصحاء.
(وكذلك) في الضعف (قلب ألف نحو : حبلى) وهو المقصورة الكائنة للتأنيث (همزة) ساكنة على ما مرّ ، (أو واوا) كما هو لغة بعض طيّ ، (أو ياء) كما هو لغة فزارة وبعض قيس ، وتخصيص الحكم بألف نحو : حبلى باعتبار القلب واوا أو ياءا ، فانّه مختص بتلك الألف ، بخلاف القلب همزة ، فانّه يعمّ الألفات كألف المثنى وغيره ، صرّح بذلك في شرح المفصل ، وذكر نجم الأئمّة رضي : ان هذا التخصيص خطأ ،
__________________
(١) البيت للشماخ بن ضرار الغطفاني في عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. الطرق : الاتيان ليلا. والسري : بضمّ السين السير تمام اللّيل وألفه منقلبة عن الياء. والاستشهاد : على انّ الألف من المقصور لام الكلمة في الأحوال كلّها لأنها وقعت رويا وليست مبدلة من التنوين في الوقف.
(٢) ينسب هذا البيت إلى لبيد بن ربيعة الصحابي المعروف يصف فيه مقاما فاخرت فيه قبائل ربيعة قبيلة من مضر. ومرجوم وابن المعلّ : سيدان من سادات لكيز. والاستشهاد بالبيت في قوله : (ابن المعلّ) حيث أراد ابن المعلّى فحذف الألف المقصورة في الوقف.