لأنّ الحكم يعمّ كل ألف في الآخر على ما فصله.
والداعي لهم إلى القلب إلى هذه الحروف كونها أظهر من الألف مع التناسب ، فانّ الهمزة تناسبها في المخرج ، والواو والياء تناسبانها في المدّ وسعة المخرج ، وضعف الجميع لكراهة اقامة هذه الحروف ـ خصوصا الهمزة ـ مقام الألف التي هي أخف منها في الوقف الذي يناسبه الخفة ، ولضعفها لم يعدّها من الوجوه الّتي اعتبرها للوقف ، وبعض العرب قد يجرون الوصل في قلب الألف إلى الواو والياء فيه مجرى الوقف.
وقد اعترض بأن قوله : قلب كلّ ألف همزة يغني عن قوله : همزة ههنا ، وعن قوله : قلبها ـ سابقا ـ ، واجيب : بأن قوله : قلبها ثمّه لئلّا يتوهّم ان قوله : كلّ ألف تعميم للالفات المبدلة عن تنوين المنصوب ، بناء على استبعاد القلب همزة مع ثقلها في الجميع ، وقوله : همزة ههنا لئلّا يتوهّم ان ألف نحو حبلى إنّما تقلب واوا أو ياء دون الهمزة ، وانّ الحكم العام السابق مخصّص بما عدا تلك الألف.
٥ ـ (و) الخامس من الوجوه المعتبرة وهو (ابدال تاء التأنيث) في الاسم (١) (هاء) كائن (في) ما ليست التاء فيه عوضا عن اللّام المحذوفة ، (نحو : رحمة) ، ونعمة ، في الرفع والنصب والجر(على الأكثر) ، فرقا بينها وبين تاء التأنيث في الفعل ، كضربت فانّها يوقف عليها على لفظها بعينها ، إذ لو قلبت هاء كضربه التبس بضمير المفعول ، واختيرت الهاء في الإبدال ، لمناسبتها الخفة المطلوبة في الوقف بما فيها من الهمس واللّين في النطق ، وبذلك قد تزاد هاء السكت وقفا.
وهذا بخلاف ما ليست للتأنيث أصليّة كانت كما في : وقت ، وسمت ، أو زائدة كعنكبوت ، وعفريت ، وبخلاف المعوضة ، كأخت ، وبنت ، فانّ الوقف في الجميع على لفظها من غير ابدال ، لكون الأوّلين من أجزاء الكلمة ولو بعد الزيادة ، وقيام
__________________
(١) وفي نسخ المتن : ابدال تاء التأنيث الاسميّة هاء.