لعدم استقلال ما قبلها بالمفهومية ، نحو : حتّام ، وما يتلوه ، فيجوز في جميع ما ذكر الحاقها ، لحفظ الحركات الّتي يعتني بها ، للزومها كالبنائيّة ، أو لدلالتها على الآخر المحذوف من الكلمة أيضا ، كما في الأفعال المذكورة ، فان لاماتها حذفت بالجزم وبقيت حركات ما قبلها دالّة عليها.
ويجوز تركها والوقف بالاسكان للخفة ، مع عدم الاضطرار إلى زيادتها ، ويكتفي للدلالة على المحذوف بالقرائن.
وهذا بخلاف الساكن ، نحو : إضرب ، ولم يضرب ، وكم ، وكأيّن ، لعدم الداعي إلى الحاقها ، وبخلاف ما تحرك حركة اعرابية ، نحو : زيد ، وبكر ، وبخلاف ما حركته مشبهة بالاعرابية وذلك (كالماضي ، وباب : يا زيد ، ولا رجل) فان حركة الماضي مشبهة بحركة المضارع ، لأن بناء الماضي على الحركة ـ مع انّ الأصل في البناء السكون ـ لتشبيهه بالمضارع في الوقوع موقع الاسم ، كزيد ضرب ، وزيد يضرب ، كما يقال : زيد ضارب ، ووقوعه موقعه في الشرط ، فان قولك : إن ضربت ضربت معناه : إن تضرب أضرب.
وحركة المنادي ، واسم لا النافية للجنس عارضتان كالاعرابية ، فالوقف على الجميع بالاسكان بدون الهاء ، لعدم الاعتناء بالمحافظة على حركاتها ، لكونها عارضة أو مشبهة بها ، وما حكاه سيبويه عن بعض العرب : من الحاقها مع الحركة الاعرابية شاذ ، وكذا لحوقها مع الحركة البنائية العارضة (١) ، نحو : من عله في قوله :
يا ربّ يوم لي لا اظلّله |
|
ارمض من تحت واضحى من عله (٢) |
__________________
(١) أي الحركة المشبهة بالاعرابية.
(٢) البيت قد ينسب إلى أبي مروان ، وأنا لا أدري من أبو مروان؟ ولا أظلّله : على البناء للمفعول أي لا أظلّل فيه ، وارمض وأضحى : مضارعان مجهولان على ما زعمه العينيّ من رمضت قدمه إذا أحرقت من شدّة الرمضاء ، وهي الأرض الّتي تقع عليها شدّة حرارة الشمس ، ـ وأضحى فلان : برز للشمس ،