(و) لذلك الّذي ذكر من تقديم الاشتقاق عند التعارض (كان ألندد) ـ لشديد الخصومة ـ ثلاثيا ملحقا بالخماسي ، وكان وزنه «أفنعلا» ـ بفتح الهمزة والفاء وسكون النون ـ ، ترجيحا لاشتقاقه من : اللّد بمعنى الخصومة المناسب له في اللفظ والمعنى على عدم النظير لهذه الزنة في المزيد الثلاثي المقتضي لكونه خماسيا ، كسفرجل ، وغلبة الزيادة في الهمزة الواقعة أوّل الكلمة قبل الثلاثة اصول أيضا يؤيّد كونه ليس بخماسي ، لكنها لا يكفي في كونه «أفنعلا» ، لاحتمال كونه من : اللّند وان لم يرد في اللّغة مثل : ككب ، كذا قيل : ويلندد ـ بالياء ـ بمعنى : ألندد أيضا ملحق بالخماسي ، بدلالة الاشتقاق ، كما ذكر.
(و) لذلك المذكور من تقديم الاشتقاق أيضا كان (معدّ) ـ لابن عدنان وغيره ـ (فعلّا» ـ بفتح الفاء والعين وتشديد اللّام ـ كما ذكره سيبويه ، كهبيّ ـ بالموحدة وتشديد الياء ، للصبي الصغير ـ ، وجربّة ـ بالجيم والمهملة وتشديد الموحدة مع تاء التأنيث ، لجماعة الحمير ـ ، وذلك (لمجيء تمعدد) ، مشتقا منه ، بمعنى : تشبّه به في القوّة أو غيرها ، قال الراجز :
ربيّته حتّى إذا تمعددا |
|
كان جزائي بالعصا أن اجلدا (١) |
فالميم منه وان كانت تحتمل الزيادة والاصالة في بادئ النظر لكن اشتقاق هذا الفعل منه يدل على اصالتها وكونها فاء الكلمة ، إذ لو كانت زائدة كان هذا على : «تمفعل» ـ بالميم الزائدة قبل الفاء ـ ، وليس بموجود في كلامهم وجودا يعتد به بل هو في حكم المعدوم ، وإذا كانت أصليّة فيه فهي أصليّة في ـ معدّ ـ أيضا ، لأنه مأخذه ، فمعدّ «فعلّ» ـ بالتشديد ـ كما ذكر ، من الثلاثي المزيد ـ بزيادة إحدى الدالين ـ ، دون الرباعي ، لأنه ليس من أبنية الرباعي الاصول ، وتمعدد على : «تفعلل» ملحق بتدحرج.
__________________
(١) البيت للعجاج ، وتمعدد : أراد اشتد وقوى. والاستشهاد بالبيت في قوله : «تمعددا» إذ هو على وزن تفعلل لقلّة تمفعل فتكون الميم أصلا ، وإذا كان كذلك كان معد فعلّا.