أحرف هو الزيادة المقتضي لكونه «فعلوانا» كعنفوان ، وامّا ندرة النظير الجارية مجرى العدم فقد يقال : انّها مشتركة بين «أفعلان» و «فعلوان».
(و) لذلك أيضا كان (اضحيان) ـ للمضيء البارز ـ ومنه : يوم اضحيان ـ إذا لم يكن فيه غيم ـ «افعلان» ـ بكسر الهمزة وسكون الفاء وكسر العين وفي آخره النون ـ ، مشتقا من : الضحى : للمناسبة في تركيب الحروف والمعنى ، فقدم ذلك على غلبة زيادة الياء إذا كانت مع ثلاثة فصاعدا المقتضية لكونه «فعليانا» أو «افعيالا» ، ويعتضد الاشتقاق فيه بعدم النظير للوزنين ووجوده «لافعلان» كاسحمان ـ لجبل ـ ، واربيان ـ لنوع من السمك معروف بالرّوبيان ـ.
(و) لذلك كان أيضا(خنفقيق) ـ بمعجمة ونون وفاء وقافين بينهما الياء ، للداهية ، والناقة السريعة ـ «فنعليلا» ـ بفتح الفاء وسكون النون وفتح العين وكسر اللّام الاولى بعدها الياء الساكنة ـ ، لأنه مشتق ـ بزيادة قاف وياء ـ للالحاق بحلتيت ـ ونون ، لتكثير الحروف والمبالغة ، وفتح أوّله بعد زيادتها تخفيفا ، (من : خفق) ـ بالفتح ـ يخفق ـ بالكسر ـ خفقا وخفقانا ـ إذا اضطرب ـ لما في الداهية من الاضطراب لمن وقع فيها ، وفي تلك الناقة من الاضطراب في السير ، فقدم ذلك على ندور النظير للوزن المذكور ، ورجحان الاصالة في النون الثانية الساكنة بالاستقراء المقتضي لكونه «فعلليلا» كسلسبيلا من المزيد الخماسي على قول الأكثر.
(و) كتقديمه كان أيضا(عفرني) ـ للأسد الشديد القوى ـ «فعلني» ـ بفتح الفاء والعين وسكون اللّام وزيادة النون والألف ـ للالحاق بسفرجل ؛ لا للتأنيث بدليل الانصراف ، (من : العفر) ـ بمهملتين بينهما الفاء الساكنة ـ بمعنى : التمريغ في العفر ـ بالتحريك ـ وهو التراب ، لأنه لشدّته يعفر فريسته ، فقدم الاشتقاق على عدم النظير «لفعلني» المقتضي للحكم باصالة النون على ان يكون على «فعلّي» ـ بتشديد اللّام ـ كحبركي ـ للقراد.
وجميع ما ذكر إلى ههنا فيما يرجع إلى اشتقاق محقق واحد ؛ وقد يرجع إلى اثنين