فيه إلى أصلها نحو : عصوان ، ولم يعبأوا بانقلابها في التصغير ياء مفتوحة كعصيّة ، لشدّة بعدها عن صورة الألف الممالة باجتماع أمرين فيها لا يكون شيء منهما في الألف أعني : سكون ما قبلها ، والادغام ، (و) نحو : (العلى) ـ بضمّ الأوّل ـ وهو جمع كصغر ، وكبر ، وألفه منقلبة عن الواو وتصير ياء مفتوحة في المفرد ، وهو العليا ، (بخلاف : جال) ـ بالجيم ـ من الجولان ، (وحال) ـ بالمهملة ـ من الحولان ، إذ يقال : في المبنى للمفعول منهما جيل ، وحيل ـ بسكون الياء ـ لا بفتحها فتصير ألفهما ياء ساكنة ـ لا مفتوحة ـ والساكنة لضعفها كالمعدوم ؛ فلا يعتد بها مع أنها قد تشم في مثل المثالين ضمّة ، وقد تبقى الضمّة ، وقد تبقى الواو أيضا فكسرتها بل نفسها في معرض الزوال ، كذا في شرح المفصل.
٦ ـ (والفواصل) وهي السبب السادس (نحو) قوله تعالى : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(١) الآيات ، فانّ الضحى انّما يمال إذا اميلت بقيّة الفواصل المشتملة على سبب الامالة ، تحصيلا للتناسب ، ولو لا ذلك لما اميل لعدم سبب الامالة فيه ، إذ لا كسرة فيه ، ولا ياء ، ولا ألف منقلبة عن مكسور ، أو ياء ، أو صائرة ياء مفتوحة في حال من الأحوال ، لأنه اسم ثلاثي ألفه منقلبة عن الواو بدليل : الضحوة ، فيقال في المثنى : ضحوان ، ولعل ألفه انّما رسمت بالياء لكونها في معرض الامالة للفواصل ، خلافا لقوم من الكوفيين ، حيث ذهبوا إلى صيرورة الألف من بنات الواو في الثلاثي الّذي أوّله مضموم أو مكسور ياء مفتوحة في المثنى ، فيقال : ضحيان مثلا في الضحى ، وكسيان في الكساء ، فعندهم يتحقق فيه سبب الامالة.
٧ ـ (و) سابع الأسباب أعني : (الامالة) الواقعة بسبب من الأسباب المعتبرة في ألف في الكلمة سبب ضعيف لامالة ألف اخرى في الكلمة خالية عن تلك الأسباب ،
__________________
(١) الآيات : ١ ـ ٣ الضحى.