وان كان المستعلى المتقدم أو المتأخر مع الألف في كلمتين نحو : منّا خالد ، ومنّا فضل ، وكتاب خويلد ، جازت الامالة ، لأنّ المستعلى صار بانفصاله كالمعدوم ، إلّا إذا كان سببها كسرة عارضة نحو : مررت بعاشق ياسر ، أو كانت الألف صلة الضمير نحو : عرّفها قبل فلان ، فانّ الامالة ممنوعة في هاتين الصورتين على ما صرّح به ابن عصفور وغيره ، والمنع عنها مع كونهما في كلمتين في غير تينك الصورتين مخالف لنصوص النحاة وان أشعر به كلام بعض المتأخرين ، نظرا إلى حصول ما ذكر من السبب للمنع باتصال الكلمتين في النطق.
(والراء غير المكسورة (١)) مضمومة كانت أم مفتوحة(إذا وليت الألف قبلها) كراحم ، وراشد ، (أو بعدها) نحو : هذا حمارك (منعت) من الامالة ، لكون ضمتها أو فتحتها كضمتين فكأنها تمنع الامالة إلّا مع قوّة سببها ؛ وذلك : في الأبواب الثلاثة المستثنات في الاستعلاء ، فهي (٢) تمنع عنها(منع) الحروف (المستعلية) ؛ فلا يمال نحو : كرام ، وراحم ، وهذا حمارك ، ويمال من تلك الأبواب مثل قولك : هار الشيء ـ إذا سقط ـ لانقلابها عن واو مكسورة كخاف ، وكذا نحو : هل ران (٣) ـ أي غلب ـ لانقلابها عن الياء ، ونحو : تترى ـ بفوقانيتين أوّلهما منقلبة عن الواو ، بمعنى متواترا واحدا بعد واحد ـ لصيرورة ألفه ياء مفتوحة في المثنى ، فيقال : تتريان كما يقال : حبليان.
(وتغلب) الراء(المكسورة) المتأخرة عن الألف المجامعة لها(المستعلية) (٤) المتقدّمة على تلك الألف ، (و) كذلك تغلب الراء المكسورة المتأخرة الرّاء(غير
__________________
(١) عطف على قوله سابقا : الاستعلاء الخ أي والراء من جملة الموانع.
(٢) أي الراء تمنع عن الامالة.
(٣) هكذا في نسخ الّتي بأيدينا ، والظاهر : (بَلْ رانَ) اشارة إلى الآية.
(٤) والمتن في غير هذا الشرح هكذا : وتغلب المكسورة بعدها المستعلية ، وكلمة «بعدها» أي بعد الألف ـ ساقطة هنا وغير موجودة في هذا الشرح.