الواو في الاولى والياء في الثانية ، وبعضهم يجعلها فيهما بين بين البعيد (١) ، نظرا إلى انّ المناسبة لحركة ما قبلها كأنها أدخل في سهولة النطق ، وقد ينسب هذا القول إلى الأخفش وأبي الحسن شريح.
فهذا بيان أربع صور من التسع ، (و) الطريق في الخمس (الباقية) هو (بين بين المشهور) ، ويتحد بين بين المشهور والبعيد في ثلاث من الخمس ، يتحد فيها حركتها وحركة ما قبلها ، وهي : نحو : سئل ، ومستهزئون ، ورؤوس ، وفي الاخريين وهما : سئم ، ورئوف ، يختلفان ، لكن لم يذهب فيهما أحد إلى البعيد ، كراهة جعلها مع انكسارها أو انضمامها قريبة إلى الألف المجانسة لفتحة ما قبلها.
فهذه المذكورات هي الأصل المشهور.
(وجاء) : على خلافه الابدال الصريح إلى جنس حركة ما قبلها فيما قياسها بين بين من تلك التسع مطلقا (٢) على ما وقع في كلام سيبويه وحكم بقصره على السماع ، وينسب إلى الأخفش انّه الطريق المختار في تخفيف نحو : مستهزئون ، وسئل ، وذكر ابن يعيش : أنه لم يجيء إلّا في المتحركة بحركة ما قبلها منها ، ويسكن الواو والياء ان كان الابدال إليهما على ما ذكره نجم الأئمّة رضي وان سكت عنه ابن يعيش ، وذلك عند تحرك ما بعدها ، لئلّا يلتقى ساكنان ، فان أبدلت ياء في نحو : مستهزئين حركت ، وذلك كما جاء في المفتوحة المفتوح ما قبلها(منساة) بالألف الصريحة المبدلة من الهمزة في : منسأة ـ للعصا الكبيرة ـ على «مفعلة» ـ للآلة ، من النّساء وهو زجر الحيوان بالعصا ، ومنه : قرائة نافع وأبي عمرو (تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) بالألف (٣) الصريحة ـ ، كما في قوله :
__________________
(١) والمتن في غير هذا الشرح لا يكون كذلك بل المتن هكذا في نسخ الشافية : وقيل : البعيد ، والباقي بين بين المشهور ، كما في شرح النظام وشرح شافية لرضي.
(٢) أي غير مقيد بنحو : مستهزئون وسئل كما في قول الأخفش.
(٣) الآية : ١٤ سبأ.