(فاجبته سائلا) وترك ذكر المسؤل عنه لظهور أنّه لا يصلح لذلك غير الله تعالى ـ سبحانه ـ ، (متضرّعا) أي : مبتهلا ، متذلّلا ، (أن ينفع بهما) أي : بالمقدّمتين (كما نفع بأختهما) الكافية ، وما مصدريّة أي : نفعا كالنفع بالأخت.
وقوله : (والله الموفّق) إنقطاع إلى الله ـ جلّ إسمه ـ وحصر للتوفيق فيه على ما يفيده تعريف الخبر ، وإشعار بأنّه لا يستبدّ في إجابة الالتماس والتأليف ولا غيرهما.
وليعلم ان أسماء العلوم تطلق على المسائل ، وعلى التصديق بها ، وعلى الملكة الحاصلة من ممارستها.
ثمّ إنّ الجزئيات لما كانت غير محصورة ولا منضبطة قصدوا في كلّ علم إلى قواعد كليّة تشترك في رجوع أحكامها إلى البحث عن أحوال أمر ، أو امور متناسبة على وجه فصّل في موضعه ، وتلك القواعد تسمّى اصولا لبناء الأحكام الجزئيّة المستنبطة عنها ، الّتي تسمّى فروعا عليها.
وتلك الاصول مسائل العلم ، وما يكون البحث فيها عن أحواله موضوع ذلك العلم ، ثمّ إنّ تعريف العلم ، وبيان موضوعه ، ووجه الحاجة إليه ممّا يفيد زيادة البصيرة للشارع ، فلذلك بادر المصنّف إلى تعريف هذا العلم على وجه يشعر بموضوعه ، وجهة الاحتياج إليه (١) ، وتبع الاستعمال الوارد في تعليق العلم بالكليّ ، والمعرفة بالجزئيّ.
وقال :
__________________
(١) وجهة الاحتياج إليه هو : الاحتراز عن الخطأ في أحوال الأبنية.