(و) ذلك (في زيادة) حرف ليس منها وهو (السين) ، فانّها ليست من حروف الابدال بالاستقراء ، لعدم الظفر بابدالاها عن غيرها على وجه يعتني به ، ولذلك لم يعدها سيبويه من حروف الابدال ، وامّا ما تمسك به من انّها في قولهم : رحل مسدود كما يقال : مشدود ـ بالشين المعجمة ـ مبدلة عن المعجمة ، وكذا في السدة ـ بالكسر ـ بمعنى الشدّة ، لأنّ التصرّف فيما هو بالمعجمة أكثر ، وفي قولهم : استخذوه عن التاء على انّ الأصل : التخذ من التخد فعلى تقدير التسليم كأنهم لم يعتنوا به لقلّة ورودها فتأمل.
(لو أورد) من جانب الزمخشري على هذا الأخير قولهم : (اسّمع) ـ بتشديد السين ـ بأن يقال : انّهم اتفقوا على ان أصله استمع فابدال السين فيه من تاء الافتعال يدل على انّها من حروف الابدال ، (ورد) قولهم : (إذّكر ، واظّلم) بتشديد الذال والظاء المعجمتين المبدلتين من تاء الافتعال.
والحاصل ان ابدال السين في اسمع للادغام فلا يدل على كونها من حروف الابدال المرادة ههنا وهي ما كان المقصود من الابدال حصول نفسها ولم يكن تحصيلها للتوسل إلى الادغام وإلّا لو ردّ (١) انّه كان يلزم ان يعد منها الذال والظاء في نحو : اذكر واظلم وغيرهما من الحروف ، سوى حروف : ضوى مشفر لوقوع الابدال للادغام في الجميع مع انّها ليست معدودة من حروف الابدال اتفاقا.
ثمّ انّ الحصر في تلك الحروف انّما هو بالنظر إلى الشائع الغالب ، والتسعة الّتي يجمعها قولك : هوءت يامطو ـ أكثر شيوعا بل حصر الشائع بعضهم فيها ، والهدأ : بالهمزة بعد المهملة ـ بمعنى السكون ، والمطو : اسم رجل ، وأصله الشمراخ.
وما عدا هذه الأربعة عشر قد تبدل عن غيرها نادرا كابدال المثلثة في : ثروغ ـ الدّلو ـ من الفاء في فروغ ، والكاف في قولهم : عربي كحّ (٢) عن القاف في قحّ ،
__________________
(١) هكذا في النسخ التي بأيدينا والظاهر : لورد بقرينة المتن.
(٢) الكح هو القح بالقاف وهو الخالص من كل شيء.