ربّ رام من بني ثعل |
|
متلج كفّيه في فتره (١) |
ـ أي مولج كفيه في فتر ، وهو بالفاء والفوقانية والمهملة ما بين طرف السبابة والابهام عند فتحهما ـ ، ومن إبدالها من الواو ما وقع في تراث ، وتجاه ، وتولج ، من الولوج ـ لكناس الوحش الّذي يلج فيه ويأوى فيه ، قال سيبويه : أصله : وولج بواوين على «فوعل» لندرة «تفعل» في الأسماء وكثرة «فوعل» ، وتترى ، والتكلان ، وقولهم : ضربه حتّى أتكائه من مهموز اللّام ـ أي اوكأه ، أي ألقاه على هيئة المتكلئ ، أو على جانبه الأيسر ـ ، وفي كلتا عند من تقول : انّها «فعلى» ولامه الواو.
(و) ابدال التاء من السين على وجه الاطراد في السعة وغيرها كائن (في طست وحده) في لغة طيّ ، فان أصله الطسّ ـ بتشديد السين ـ لاطراد جمعه على طسوس ، وطساس ، وتصغيره على طسيس ، وقد يجمع الطست على طسوت ، تنزيلا للتاء منزلة الأصلي ، ولم يحكم أحد فيه بأنّ السين مبدلة عن التاء ، لعدم ثبوت كونها من حروف الابدال ، بخلاف التاء ، ولا يقدح في دعوى ابدالها من السين في طست وحده قوله :
يا قاتل الله بني السّعلاة |
|
عمرو بن مسعود شرار النّات (٢) |
ـ أي شرار الناس ـ لأنه نادر للضرور.
وامّا ما قيل : في الجبت ـ وهو اسم صنم ـ في الأصل ، فاستعمل لكل ما عبد من دون الله ، ان أصله : الجبس ـ هو الّذي لا خير فيه ـ فابدلت سينه تاء فكأنه غير
__________________
(١) البيت لامرئ القيس الكندي. وثعل : أبو قبيلة من طيّ. ومتلج : اسم فاعل من أولج أي أدخل والشاهد في قوله : متلج حيث أبدل التاء من الواو كما قلنا.
(٢) هذا البيت لعلباء بن أرقم اليشكري يهجو فيها بني عمرو بن مسعود. ويقال لهم : بنو السعلاة ، وقوله : «يا قاتل الله» المنادي فيه محذوف والجملة دعائية ، وقوله : عمرو بن يربوع بدل من بني السعلاة أو بيان لهم.
وفي رواية : عمرو بن يربوع بدل قوله : عمرو بن مسعود ، والشاهد فيه : «النات» حيث أبدل السين تاء.