ظاهر نحو : صحراء فان أصله القصر وزيدت ألف اخرى للمد توسعا فاجتمعت ألفان فقلبت الثانية همزة لتعذر الادغام ، وكذلك نحو : كساء بعد قلب اللّام ألفا كما مرّ ، واعتبار التحرك في ثاني الحرفين في تعريف الادغام مغن عن هذا الاستثناء كما قيل ، لتعذر الحركة في الألف ، فيكفي ان يقال : انّه واجب إلّا في الهمزتين.
(وإلّا في : نحو : قوول) مجهول قاول مقاولة ، فانّ الادغام فيه أيضا ممتنع ، (للالباس) بالماضي المجهول من باب التفعيل الّذي وضعه على الادغام ، فانّه لو ادغم حصل : قوّل ـ بضمّ القاف وكسر الواو المشدّدة ـ فيقع الالتباس ، (و) إلّا(في نحو : تووي) مضارع قولك : آويته بالمكان ـ بالمدّ في أوله ـ كأكرمته ـ إذا أنزلته ، وقوله تعالى : (كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ) قرية (هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً)(١) وهو المنظر الحسن ، وقيل : ما رئته العين من حال حسنة وكسوة ظاهرة ، فان نحوهما من الألفاظ الّتي يؤدي تخفيف همزتها بالقلب المقيس في تخفيفها إلى اجتماع المثلين مع كون الأوّل مستثنى من قاعدة ادغام المثلين المذكورين محكوم عليه بامتناع الادغام فيه (على) القول (المختار) لعدم الاعتداد باجتماعهما لعروضه (إذا خفف) على الوجه المذكور ، مثل ان تقلب الهمزة واوا في : يؤي فيجتمع واوان وتقلب ياء في : رئيا فيجتمع ياآن.
وربّما اعتدّ بعضهم بالاجتماع العارض فجوزوا الادغام ، وقرأ به قوله تعالى ريا ، وقد يوجه بجعل الأصل في هذه القراءة : رويا من رويت ألوانهم وجلودهم ـ بالواو ـ إذا امتلأت وحسنت ، وقلبت ياء وادغمت فليس ممّا نحن فيه.
(و) إلّا(في) ما إذا كان المثلان في كلمتين وأولهما الساكن في الكلمة الاولى مدّة ، فانّ الادغام فيه ممنوع للمحافظة على تلك المدّة عهد وجودها قبل الاجتماع من الكلمة الاخرى ، (نحو :) الواو من : قالوا من قوله تعالى : (قالُوا وَما) (لَنا أَلَّا
__________________
(١) الآية : ٧٤ مريم.