للمفعولية له ، (نحو : أبعته) أي جعلته معرضا لأن يباع.
(ولصيرورته) أي صيرورة الشيء الّذي هو فاعله (ذا كذا) أي صاحب كذا ، إمّا بأن يكون صاحب ما اشتقّ منه (نحو : أغدّ البعير) أي صار ذا غدّة ، وهي العقدة الّتي في اللّحم ويحيط بها الشحم ، وغدّة البعير طاعونه ، وأمّا بأن يكون صاحب ما هو صاحب لما اشتقّ منه ، نحو : أجرب الرجل ، أي صار ذا إبل ذات جرب ، وأخبث أي صار ذا أصحاب ذوي خبث ، ويقرب منه أنجب إذا ولد نجيبا ، كأنّه صار ذا ولد ذي نجابة.
(ومنه :) أي من أفعل الّذي بمعنى صار ذا كذا ما اشتهر جعله قسما آخر ، وهو «أفعل» بمعنى جاء وقت استحقاق فاعله أن يوقع عليه أصله المجرّد نحو : (أحصد الزرع) إذا جاء وقت أن يوقع عليه الحصاد ، كأنّه لاستحقاقه إيّاه صار ذا حصاد ، فجعل صاحبا له وإن لم يحصل له بالفعل ، وبهذا فارق نحو : أغدّ البعير ، ولذا فصّله عنه بقوله : منه.
قيل : ومنه ـ أيضا ـ ما كان بمعنى دخل فاعله في نفس أصله ، أو وقته ، نحو : أصبح زيد بمعنى دخل في الصباح ، وأشمل بمعنى دخل في وقت الشمال ، أي ريح الشمال ، وما يكون بمعنى وصل إلى أصله مكانا كان ك ـ أنجد ، وأجبل ، أي وصل إلى النجد ، وإلى الجبل ، أو عددا ك ـ أعشر غنم زيد ، وأتسع ، أي وصل إلى العشرة والتسعة ، كأنّه صار ذا صباح ، وشمال ، ونجد ، وجبل ، وعشرة ، وتسعة.
(و) يكون أفعل (لوجوده) بالإضافة إلى المفعول ، من قولهم وجده وجودا ووجدانا ، أي لوجدانك إيّاه ، أي شيئا هو مفعول أفعل (عليها) أي على صفة وهي كونه مفعولا لما هو أصله ، إن كان الأصل متعدّيا ، وفاعلا إن كان لازما ، فالأوّل (نحو : أحمدته) أي وجدته محمودا ، مفعولا للحمد ، والثاني نحو : (أبخلته) أي وجدته نجيلا ، فاعلا للبخل ، بمعنى انّه قائم به ، وأعمرت الأرض ، أي وجدتها عامرة.