قال تنزل ، وقال تنابز ـ بتشديد التاء فيهما للادغام ، وامّا ساكن من حروف اللين مدّة كانت نحو : قالوا تنزل ، أم غيرها نحو : ولو تنزل ، ومن ذلك قرائة البزي : لا يتّمموا ، لا تبرجن ، بالتاء المشدّدة ـ للادغام ، والوجه في جوازه حينئذ استثقال اجتماع التائين في الجملة مع عدم المانع عن دفعه بالادغام.
والتقاء الساكنين اللّازم مع الين الساكن مغتفر مدّة كانت أم لا كما مرّ ، ومنه يظهر ضعف اشتراط كون اللين الساكنة ههنا مدّة.
ويمتنع الادغام في البابين عند الابتداء التأدية (١) إلى الابتداء بالساكن ولا سبيل إلى التحرّز عنها بهمزة الوصل لامتناعها في المضارع في لغتهم ، وهذا كامتناع الادغام في ما فيه المثلان في الصدر من غير البابين وليس موقعا لهمزة الوصل نحو : ددن ـ بدالين مهملتين مفتوحتين ـ بمعنى اللهو ، وكذلك يمتنع في البابين عند الوصل إذا وقع قبل التاء ساكن صحيح من الكلمة المتقدّمة للزوم التقاء الساكنين على غير حده ، لعدم كون الأوّل لينا.
وامّا قراءة البزي : (كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ)(٢) و(هَلْ تَرَبَّصُونَ)(٣) ونحوهما ـ بالتاء المشدّدة ـ للادغام مع الساكن الصحيح فضعيفة ، ولما كان الادغام في البابين متعذرا وانّما يتأتى امكانه بالوصل بالغير كان قليلا ، لعدم الاعتداد بما يزول به تعذره ، لعروضه من خارج.
(و) قد تدغم (تاء «تفعّل ، وتفاعل» فيما تدغم فيه) أي في الحروف الّتي تدغم (التاء) فيها ، وهي : ثمانية الطاء ، والظاء ، والدال ، والذال ، والصاد ، والسين ـ المهملتان ـ ، والزاي ، والثاء المثلثة ، وإذا ادغمت في أحدهما وقع الساكن المدغم
__________________
(١) وفي نسخة : عند ابتداء التأدية.
(٢) الآية : ١٤٣ آل عمران.
(٣) الآية : ٥٢ البقرة.