أطاع يطيع من باب الافعال كما مرّ في ذي الزيادة.
(وقالوا : بلعنبر ، وعلماء) بفتح العين ـ كما في قوله :
غداة طفت علماء بكر بن وائل |
|
وعاجت صدور الخيل شطر تميم |
(وملماء) ـ بكسر الميم ـ ، (في : بني العنبر ، وعلى الماء ، ومن الماء) ، قال سيبويه : هذا التخفيف قياس في أسماء القبائل الّتي تظهر معها لام التعريف نحو : بلحارث ، بخلاف ما يدغم هي فيه نحو : بني النّضير ، وبني النّجار فلا يقال : بلنضير ، وبلنجار.
ويقال : طفا على الماء بالفاء ـ إذا علا عليه ـ ، وعاجت : مالت ، والشطر : الجانب ، والطفو على الماء كناية عن صيرورتهم مقتولين فان الميتة تطفو على الماء.
(وامّا نحو : يتسع ، ويتقي) بفتح حرف المضارعة وتخفيف التاء ـ في : يتّسع ، ويتّقي ـ بتشديدها ـ (فشاذ) ، لأنه لما أمكن التخفيف بالادغام فالعدول عنه إلى الحذف مخالف للقياس لكنه مسموع في هذين المضارعين لكثرة الاستعمال.
واسم الفاعل منهما : متق قياسا وسماعا ، ومتسع ـ قياسا ـ فقط ، وفعلوا مثل ذلك في الماضي من يتقي مع حذف همزة الوصل فيقال : تقاه ـ أي أتقاه ، دون ماضي يتسع ، والتاء مفتوحة في كل من هذين المضارعين عند التخفيف ، وقد تسكن ، واستدل بتحريكها على انّهما مخففان من : يتّقي ، ويتّسع ـ بالتشديد ـ على «يفتعل» ، إذ لو كان بناؤهما بناء أصليّا من المجرد لزم تسكين التاء على قياس ما يقع بعد حرف المضارعة في الثلاثي المجرّد.
والمحذوف عند التخفيف تاء الافتعال ـ عند الزجاج ـ فوزن تقي يتقي «فعل ، يفعل» ، والأصل : وقي يوقى ، وعند المبرد التاء المنقلبة عن فاء الكلمة ، حملا على المجرد أعني : يسع ويقي في حذف الفاء فالوزن «تعل ، يتعل».
ويقال في الأمر : من تقي يتقي ـ تق ـ للمذكر ، وتقي للمؤنث ، ولكون هذا الأمر