مأخوذا من المضارع الّذي يفتح فيه التاء لم يحتج إلى همزة الوصل ، (وعليه ورد) (١) ما أنشده الجوهري وهو قوله :
زيادتنا نعمان لا تنسينّها |
|
(تق الله فينا والكتاب الّذي تتلو) (٢) |
قوله : زيادتنا بالنصب على الإضمار على شريطة التفسير ، وتق : أمركما قلنا ، والكتاب : قسم أي لا تنسين يا نعمان زيادتنا إيّاك وعهدنا بك ولا تكن في مقام البغضاء واتق الله فينا بالانجيل الّذي تتلوه ، فانّ النعمان بن المنذر كان نصرانيا.
وهذا(بخلاف : تخذ) كعلم في الماضي كما في قوله تعالى : (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)(٣) في قراءة أبي عمرو وابن كثير ، (ويتخذ) كيعلم في المضارع ، (فانّه أصل) موضوع في نفسه بمعنى أخذ يأخذ ـ كما قال الفارسي ـ بقرينة التزامهم كسر العين في الماضي ، وفتحها وسكون التاء في المضارع ، ولو كان مخفف اتّخذ ـ يتّخذ كان المناسب فتح العين في الماضي وكسرها في المضارع.
ويجيء تحريك التاء فيه كما في : تقي يتقي على ما هو الأصل المأخوذ منه وهو «افتعل ، يفتعل» ، وقال الجوهري : ان اتخذ «افتعل» من الأخذ ، ولما كثر استعمالها توهم انّ التاء أصلية فقالوا : تخذ ، يتخذ كعلم يعلم ، وعلى هذا فالأصل : أأتخذ ـ بهمزتين وقلبت الثانية ياء على قياس تخفيف الهمزة الساكنة المكسور ما قبلها ثمّ الياء تاء وادغمت كما في : اتّعد واتّسر ، ويخدشه ان قلب الياء المنقلبة عن الهمزة في : افتعل كايتزر ـ تاء ـ خلاف القياس كما مرّ في الاعلال ، والتزام انّه من الشواذ المطردة الفصيحة كعود مع امكان ان يكون تخذ أصلا ويكون اتخذ على افتعل مأخوذا منه على القياس كاتّجر من التجارة كأنه خلاف الظاهر.
وقيل : اتخذ من الوخذ ـ بالواو ـ بمعنى الأخذ ، فالمقلوبة إلى التاء للادغام في تاء
__________________
(١) وفي بعض نسخ المتن : وعليه جاء.
(٢) البيت : لعبد الله بن همام السلولي. أوضح الشارح مفرداته ومعناه.
(٣) الآية : ٧٧ الكهف.