نظم الغير ، فلعلّ الأصل حوّل إلى هذا المعنى ، بضرب من التوسّع ، ثمّ اشتقّت منه (١) المشاعرة.
(و) من ثمّ ـ أيضا ـ جاء(المتعدّي) من المجرّد(إلى واحد ـ مغاير للمفاعل ـ ،) (٢) على صيفة المفعول من المفاعلة ـ على ما ذكره نجم الأئمّة ـ ، نظرا إلى أنّ الكلام فيما يصير مفعولا بعد بناء المفاعلة ، فالمعنى : جاء المتعدّي إلى واحد غير المشارك ـ بفتح الراء ـ (متعدّيا إلى اثنين نحو : جاذبته الثوب) ، لاعتبار تعدّي الجذب فيه إلى الثوب ، وهو لا يصلح لمشاركة الفاعل في الفاعلية ، وبدونها لا يتم معنى المفاعلة ، فلا جرم تعدّي جاذب إلى آخر يصلح لذلك ، حتّى يتم معناها.
(بخلاف) ما كان أصله متعدّيا إلى واحد يكون مفاعلا ، بعد بناء المفاعلة ، فانّه يتعدّى إليه دون غيره ، لتمام معناها به نحو : (شاتمته) فانّ الشتم متعدّ إلى ما يكون مفاعلا في المشاتمة ، ونحو : جاذب زيد عمروا ، إذا فرض انّ كلّا منهما جذب الآخر.
(و) قد يكون (بمعنى «فعّل») ـ بتشديد العين ـ ، (نحو : ضاعفته) ، فانّه للتكثير مثل : ضعّفته ، وناعمه الله ، بمعنى : نعّمه ـ أي أكثر نعمه ـ وهو الإبل ، والشاة ، أو والإبل خاصّة.
(وبمعنى أصله المجرّد ، وهو «فعل)) ، ـ بالتخفيف ـ سواء استعمل أصله المجرّد في كلامهم نحو : ناولته الشيء ـ أي نلته ـ بضمّ النون ـ ، أي أعطيته ـ ، أم لا ، (نحو: سافرت) ، فانّه لنسبة السفر إلى المتكلّم من غير معنى زائد آخر سوى المبالغة ، ولم يستعمل سفرت في كلامهم ، على ما في شرح المفصل ، مخالفا لما ذكره الجوهري.
وقد جاء «فاعل» لجعل الشيء ذا أصله ، كما يجيء «أفعل» أيضا ـ لذلك ، نحو : عافاك الله ، ـ أي جعلك الله ذا عافية ـ وعاقبه ـ أي جعله ذا عقوبة.
__________________
(١) أي من ذلك الأصل بعد نقله إلى هذا المعنى.
(٢) فيه اشعار بأنّه يجوز أن يقرأ بصيغة اسم الفاعل ويراد بالمغايرة : المغايرة في الصلاحية للمشاركة وفي بعض النسخ : للفاعل وهو أيضا يحتمل الوجهين.