ما الإستفهامية(بالفات) نحو : علام ، وحتام ، والام ـ وان كان الأصل كتابتها بالياء نحو : على ، والي ، وحتّى ، لإنقلاب الألف إليها مع الضمير في : على ، والى ، نحو : عليك وإليك ـ وفي الإمالة مع حتّى كما يجيء ـ إنشاء الله ـ لكن لمّا صارت مع ما كلمة واحدة لشدّة الإتصال صارت أواخرها أوساطا غير صالحة للضمير والإمالة فتكتب على لفظها.
(ومن ثمّ) أيضا(كتب : مم ـ وعم ـ بغير النون) مع انّ الأصل : من ـ وعن ـ مع ما وهما كلمتان والقياس اثبات الحرف المدغم من كلمة ما يقاربه من كلمة اخرى في الكتابة نحو : من مالك ، لكن لما كانت الكلمتان ههنا لشدّة الإتصال بمنزلة كلمة واحدة حذف النون المدغمة في ـ ميم ـ ما الإستفهامية خطا لأنّ المدغم من كلمة ما يقاربه من تلك الكلمة نفسها يحذف خطا نحو : امّحي في انمحي وهمرش في هنمرش (فان قصدت) في حالة الوصل (إلى الهاء) الّتي هي للسكت في الوقف نحو : حتّام ـ وممّ ـ كتبتها أي الهاء(ورددت الياء) من إلى ـ وعلى ـ وحتّى ـ (و) رددت (غيرها) أي غير الياء وهو النون في : من ـ وعن ـ (ان شئت).
امّا كتابة الهاء فلرعاية اللفظ في الوقف ، وامّا ردّ الياء والنون فلأن لحوق هاء السكت للنظر إلى كون ـ م ـ الإستفهامية في الأصل حرفا واحدا مستقلا برأسه ، ففيه قطع النظر عن شدّة الاتصال المقتضية لكتابة الألف في : حتّى وأختيها في حذف النون في : من ـ وعن ـ فتكتب : حتّى مه ـ والى مه ـ وعلى مه ـ ومن مه ـ وعن مه ـ ان شئت.
والحاصل انّك إذا كتبت الهاء كنت مخير بين ردّ الياء والنون لما ذكر وبين عدم ردهما نظر إلى عدم استقلال حروف الجر في أنفسها بدون ما فكأنها معها كلمة واحدة لحقتها هاء السكت.
(ومن ثمّ) أي ومن أجل ما ذكر من كون الأصل كتابة كلّ كلمة بصورة لفظها في الابتداء والوقف (كتب أنا زيد بالألف) لأنّ الوقف عليه بالألف كما مرّ.