المتوسطة خطّا في كلّ لفظ اتفقت هي فيه (إلّا في) ما كان تخفيفها فيه بالقلب والإدغام (نحو : مقروة) في اسم المفعول من قراء متصلا بتاء التأنيث (وبريّة) على «فعيلة» من براء فإنّهم إتفقوا على حذف تلك المتطرفة في هذه الصورة ، لما مرّ من كون المدغم في حكم المحذوف من اللّفظ فيجوز خطّأ بالإتفاق مع اختلافهم في حذف المتوسطة الّتي تخفيفها بالإدغام ولعلّ الفارق ان مثل هذا طرف في الحقيقة والتزام حذف الطّرف في الخط أهون من التزام حذف الوسط كما في اللفظ ، والهمزة المتطرّف المتصل بالغير في الكون في حكم الوسط كائن.
(بخلاف) الهمزة(الأوّل المتّصل به غيره) من حرف جرّ وغيره (نحو : بأحد ـ ولأحد ـ وكأحد ـ) فإنّه ليس كالوسط في الخطّ بل هو باق على حكمه الّذي كان له قبل الإتصال بذلك الغير من الكتابة بصورة الألف.
ولعلّ السرّ في ذلك انّ الطرف لا يحصل له من جعله كالوسط حالة أضعف من حاله في نفسه خطّا لكون كلّ منهما في معرض الحذف وتغيير الصّور وان اختلف الوجه فيهما.
فعند كونه كالوسط لفظا يجعل مثله خطّا ليطابق الخطّ واللّفظ بخلاف الأوّل فان له من حيث هو أوّل صورة معيّنة هي صورة الألف وليس في معرض الحذف والتغيير ، وفي جعله كالوسط يراد له في معرضهما فكرهوا جعله مثله لذلك.
وهذا الّذي ذكر في نحو : بأحد ولأحد ـ من البقاء على حالته المتقدمة كائن (بخلاف) قولهم (لئلّا) وأصله : لأن لا فإن همزته بعد إدغام النون في اللّام من لا تكتب بصورة حرف حركة اللّام السابقة عليه وهو الياء كالهمزة من : فئة فكأنه جعل في حكم الوسط لكثرته في استعمالاتهم وكونه في صورة الياء المتصلة بالغير أخف في الكتابة من صورة الألف وأقصر فيناسب الكسرة.
(أو لكراهة صورته) لو كتب بصورة الألف الّتي كانت له قبل الإتصال بالغير إذ يصير صورته لا لا وكأنها مستكرهة لكونها في صورة تكرير حرف النفي.