تقرى من القرى للضيافة فإنّ الياء الّتي هي اللّام تحذف في مثله لفظا وخطّا ، وفيلتبس به صورة لم تقرئى عند حذف الهمزة ، وأنت خبير بأن مثل هذا اللّبس كثير في الخط قد سومح به لكنّه لا ريب في أن تركه أولى فهذا بيان ما لا صورة له خطّأ من الشيئين الّذين ذكر أنّ النّظر فيهما بعد ما تقدم وبقى الكلام فيما خولف به الأصل من ذينك الشيئين وذلك أربعة الوصل ـ والزيادة ـ والنقص ـ والإبدال وهذا أو ان تفصيلها.
(أمّا الوصل) وهو أن يجعل لفظ متصل بآخره في الكتابة(فقد وصلوا الحروف وشبهها) من الأسماء الّتي فيها معنى الشرط والإستفهام (بما الحرفية) الّتي لم تكن مصدرية ، إن جعلنا المصدرية حرفا كما هو على الأكثر فإتصال الحرف بها ـ نحو : انّما إلهكم الله ـ حيث إتصلت بها أنّ المشدّدة.
(و) اتصال شبهه بها(نحو : أينما تكن أكن ـ وكلّما أتيتني أكرمتك) وحيثما تجلس أجلس ، فالأصل في كتابتها ـ أنّ ـ وأين ـ وكلّ ـ وحيث ـ على وجه الإنفصال ، ومخالفة هذا الأصل بالإتّصال بما الحرفية لكون ـ ما ـ هذه غير مستقلة بنفسها فجعلوها كالتّتمة لما قبلها.
(بخلاف ما الإسمية) كالموصولة(نحو : إنّما عندي) أي الّذي عندي (حسن ، وأين ما وعدتني) بتقديم الخبر وهو أين لتضمن الإستفهام على المبتدء وهو الموصول (وكلّ ما عندي حسن) فإن ما هذه تكتب منفصلة عمّا قبلها لإستقلالها بنفسها.
وبخلاف ما المصدرية نحو : إن ما صنعت عجيب إذا قصد به إن صنعك عجيب فإنّها وإن جعلت حرفا تكتب منفصلة عمّا قبلها تنبيها على كونها مع ما بعد كإسم واحد فهي كأنها من تمام ما بعدها ولم يتصل بما بعدها لعدم صلاحية آخرها وهو الألف لذلك.
(وكذلك ـ من ما ـ وعن ما ـ) بمن وعن الجارّتين مع ما(في الوجهين)