قبله المتّصل به ، من الفتح إلى الكسرة ، استثقالا للضمّة.
وهذا مطرد(ما لم يكن أوّل ماضيه تاء زائدة ، نحو : تعلّم ، وتجاهل ، وتدحرج ، فلا يغيّر) ذلك عن حاله الّذي في الماضي ، لعدم التغيير في أوّله.
(أو لم يكن اللّام مكرّرة) ـ للإدغام ـ (نحو : إحمرّ ، وإحمارّ) ، فانّ ما قبل الآخر في نحو ذلك يسكّن لمماثلته للآخر ، (فيدغم) في الآخر ـ كما في الماضي ـ وان تغيّر أوّله بحذف الهمزة ـ مع انّ ما قبل آخره مكسور في الأصل وزالت الكسرة بالادغام ، ويكسر ما قبل آخر ما كرّرت اللّام فيه للالحاق بغيره ، نحو : يسحنكك اللّيل ـ أي يظلم ـ ، فانّه ملحق ب ـ يحرنجم ، لعدم الادغام في المكرّر له.
(ومن ثمّ) ـ أي جهة ما ذكر في أوّل المبحث من انّ حصول المضارع بزيادة حرف المضارعة على ما هو الماضي ـ ، (كان أصل مضارع «أفعل») ـ ك ـ أكرم ـ (يؤفعل) ، لأنّه الحاصل بزيادة حرف المضارعة على الماضي ، (إلّا انّه) ـ أي ذلك الأصل ـ (رفض) ـ أي ترك ـ (لما يلزم من توالي همزتين ـ في المتكلّم ـ) ، وهو مستثقل ، فحذفت همزة الافعال فيه لذلك ـ وإن كان القياس في تخفيف مثل هاتين الهمزتين قلب الثانية واوا ، كما يجيء إنشاء الله تعالى ـ لأنّ مضارع هذا الباب كثير فناسب التخفيف البليغ ، وهو الحذف ، ثمّ جروا على قاعدتهم من اجراء الباب على وتيرة واحدة ، (فخفّف الجميع) بحذفها ، ـ وان لم يكن العلّة إلّا في المتكلّم ـ وصار حذفها قياسا مطردا.
(وقوله) :
شيخا على كرسيّه معمّما |
|
فانّه أهل لأن يؤكرما (١) |
ـ على البناء للمفعول واثبات الهمزة ـ (شاذ) مخالف لذلك القياس.
واعلم انّ من عدا الحجازيين يجوزون كسر ما عدا الياء من حروف المضارعة
__________________
(١) هذا البيت أورده الجوهري ولم نقف على قائله ـ شرح رضي ـ ج ١.