فمضى ختكين الى الحسين بن جوهر فعرفه ما جرى ، وأعطاه الرقعة فوقف عليها الحاكم ، ثم ركّب جملا وعليه طرطور ، وخلفه قرد معلم يصفعه بالدرة ، وكان الحاكم قد جلس في منظرة على باب من أبواب القصر يعرف بباب الذهب ، فلما وقف به استغاث وصاح بطلب العفو ، فتقدم إلى مسعود السيفي بأن يخرجه إلى ظاهر القاهرة ويضرب عنقه على تل بازاء مسجد زيدان ، فلما حمل هناك وأنزل وجد ميتا ، فقطع رأسه وحمله إلى الحاكم حتى شاهده ، وأمر بصلب جثته ، وكان الفضل قد قطع رؤوس من قتل في الوقعة ، فقيل إنها كانت ثلاثين ألف رأس ، فلما شهرت عبّيت في السلال ، وسيّرت مع خدم شهروها في الشام حتى انتهوا بها إلى الرحبة (١) ، ثم رميت في الفرات ، وقدم الحاكم الفضل وأقطعه وبالغ في اكرامه إلى أن عاده في علة عرضت له دفعتين ، فاستعظم الناس فعله معه ، فلما عوفي عمل عليه وقتله.
* * *
__________________
(١) رحبة مالك بن طوق على الفرات ، خرائبها في أحواز بلدة الميادين الحالية في سورية.