«إن أكثر من وقع عليه اسم الوزارة قبلك إنما تهيأ له ذلك بالحظ والاتفاق» ، ولم يوقع إسمها عليك ، ويعذق (١) بك أمرها إلا باستيجاب واستحقاق لأنها احتاجت إليك حاجة الرمح إلى عامله ، والعبء إلى حامله ، والمكفول الى كافله ، وكم أفرجت عن الطريق إليها لسواك ، واجتهدت أن يعدوك مقامها إكبارا له فما عداك ، والله يكبت بجميل رأي أمير المؤمنين حسدتك وعداك ، ويتولاك بالمعونة على ما قلدك وولاك ، ويمتعه ببقائك كما أمتعه بكفايتك وغنائك ، ويخير له في استيزارك كما خار له من قبل في اصطناعك وإيثارك ، بمنه وكرمه ، والسلام عليك ورحمة الله ، وكتب يوم الجمعة لإثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ثماني عشرة وأربعمائة.
* * *
__________________
(١) رجل عذق : لبق ، وطيب عذق : ذكي. القاموس.