أتسز (١) ، فاستعد للقائه وتأهب لدفع قصده واعتدائه ، وجد في الايقاع به (٢) ، وحصلت العرب وأكثر العساكر من ورائه ، وصدقوا الحملة عليه
__________________
(١) في ترجمة أتسز للمقريزي في كتابه المقفى معلومات مفيدة عن حملة أتسز على مصر ومحرضاته ، ومما جاء فيها : «وكثر عسكره ـ أتسز ـ بمن فر إليه من مصر خوفا من أمير الجيوش بدر الجمالي ، وحدثته نفسه بأخذ مصر ، فسار إليها في سنة تسع وستين وأربعمائة ، وقد صار إليه ناصر الجيوش ، أبو الملوك تركان شاه بن سلطان الجيوش يلدكوز ، وأهدى إليه ستين حبة لؤلؤ تزيد زنة الحبة منها على مثقال ، وحجر من ياقوت زنته سبعة عشر مثقالا ، في تحف كثيرة ، مما كان قد أخذه أبوه من خزائن القصر ، وأغراه بأخذ مصر ، وأطمعه في أهلها ، فحشد ، وهم على حين غفلة ، وكان أمير الجيوش قد خرج لقتال العرب بالصعيد ، فنزل أتسز في أرياف مصر ، وأقام بها شهر جمادى وبعض شهر رجب ، ومعه نحو الخمسة آلاف ، فلما بلغ ذلك أمير الجيوش قدم إلى القاهرة ، واستعد إلى لقائه ، وخرج في يوم الخميس سابع عشر رجب ، وسير المراكب في النيل بالعلوفات والميرة ، وسار في نحو الثلاثين ألفا ما بين فارس وراجل فخافه أتسز وعزم على العودة عن مصر إلى الشام».
(٢) نقل لنا صاحب مرآة الزمان في أخبار سنة / ٤٦٩ ه / تفاصيل هامة جدا عن حملة أتسز ، سبق لأمدروز ناشر ابن القلانسي الأول أن أثبتها في الحاشية ، ولقد أبقيتها بعدما ضبطتها على مخطوطتي باريس وأحمد الثالث في استانبول : «وفي رجب ـ ٤٦٩ ه ـ عاد أتسز الخوارزمي إلى دمشق منهزما من القاهرة ، في خمسة عشر فارسا ، وقد نهبت أمواله ، وقتلت رجاله ، وكان لما تسلم دمشق تصور في عزمه قصد مصر ، فجمع من التركمان ، والأكراد والعرب ، عشرين ألفا ، ووصل إلى الريف ، وأقام نيفا وخمسين يوما ، يجمع الأموال ، ويسبي الحريم ، ويذبح الأطفال ، وهو يراسل بدر الجمالي ، ويطلب المال ، وقد انزعج الناس ، وكان عسكر مصر بالصعيد ، يحارب العبيد ، فضمن له بدر مائة وخمسين ألف دينار ، واستدعى من كان بالصعيد من العساكر والسودان ، وكان مع اتسز بدر بن حازم الكلبي في ألفي فارس ، فاستماله بدر ، فانتقل إلى القاهرة ، وورد القاهرة ثلاثة آلاف رجل في المراكب لنية الحج ، فقال لهم بدر : دفع هذا العدو أفضل من الحج ، وأعطاهم المال والسلاح ، وقال لوالد شكلي التركماني الهارب من أتسز : كاتب التركمان ، فكاتبهم وأفسد منهم نحو من سبعمائة غلام وكانوا كارهين لأتسز من شحه وعسفه ، واتفقوا أن الحرب متى قامت استأمنوا إلى بدر ، وصار أتسز إلى القاهرة في