فارس وراجل ، فجمع شمس الملوك دقاق عند معرفة خبر عبوره ، ونهض إليه معه الأمير جناح الدولة صاحب حمص ، فلقوه بالقرب من ثغر بيروت ، فسارع نحوه جناح الدولة في عسكره فظفر به وقتل بعض أصحابه.
وفيها افتتح الأفرنج حيفا ، على ساحل البحر بالسيف ، وأرسوف بالأمان ، وأخرجوا أهلها منها ، وفي آخر رجب منها فتحوا قيسارية بالسيف ، وقتلوا أهلها ، ونهبوا ما فيها ، وأعانهم الجنويون عليها.
وفيها ورد الخبر بقرب السلطان بركيارق من بغداد في عسكره ، طالبا للقاء أخيه محمد (١) ، فأسر وقتل وأخذ وزيره وجماعة من مقدميه ، وأمر بقتلهم ، وتوجه من وقته إلى ناحية أصفهان ، فنزل عليها عند وصوله إليها ، وتقرر أمرها بحيث ملكها ، وحصل فيها وهي دار السلطنة واستقام (٧٥ ظ) له الأمر بها.
وفيها تقدم الخليفة المستظهر بالله أمير المؤمنين ببغداد بالقبض على عميد الدولة محمد بن محمد بن جهير وزيره ، وعلى نوابه وأسبابه ومصادرتهم ، وقتلهم لأشياء نقمها عليه (٢) ، ومنكرات عزيت إليه.
__________________
(١) في الأصل : «طالبا للقاء أخيه السلطان بركيارق بعسكر أخيه محمد فأسر وقتل وأخذ وزيره ...» وشكل هذه الجملة المتداخلة يوحي بوجود سقط أو خطأ من الناسخ ، ثم إنها تفيد بأن بركيارق هزم وقتل ، وأسر وزيره ، وهذا ما لم يحدث ، فالذي هزم هو السلطان محمد ، والذي أسر وقتل هو وزير محمد «مؤيد الملك أبو بكر عبد الله بن نظام الملك» لأنه سبق له أن أوعز بقتل الخاتون زبيدة أم بركيارق. انظر مرآة الزمان ـ أخبار سنة ٤٩٤ ه. تاريخ دولة آل سلجوق للعماد الأصفهاني ـ ط. القاهرة : ١٩٠ ص : ٧٩ ـ ٨١.
(٢) ذكره سبط ابن الجوزي في وفيات سنة / ٤٩٣ / وقال بعدما تحدث عن أعماله والمناصب التي شغلها : «ثم آل أمره إلى أن حبسه الخليفة في داره وأخرج ميتا في شوال ، فحمل إلى داره فغسل فيها ، ودفن ...»