وفيها توفي القاضي أبو عبد الله محمد بن موسى البلاساغوني التركي ، في يوم الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة بدمشق ، رحمهالله ، وهو معزول عن قضائها ، ولازم منزله (١).
وفي هذه السنة وصل ابن الملك تكش بن السلطان ألب أرسلان أخي السلطان العادل ملك شاه ، إلى حمص هاربا من ابن عمه السلطان غياث الدنيا والدين محمد ، ولم يمكنه المقام بحمص ولا حماة فتوجه إلى حلب ، وكان فخر الملوك رضوان صاحب حلب في الدركاه السلطانية ، فأشفق من المقام بحلب ، فتوجه إلى طنكري صاحب أنطاكية فاستجاره فأجاره ، وأكرمه وأحسن إليه ، واجتمع إليه جماعة من الأتراك الذين مع طنكري ، فأقام عنده ، وخرج طنكري من أنطاكية في أول جمادى الآخرة إلى ناحية كريسيل (٢) ، مقدم الأرمن وكان قد هلك طمعا في تملك بلاده ، فعرض له مرض في طريقه أوجب عوده إلى أنطاكية ، فاشتد به المرض ، فهلك في يوم الأربعاء الثامن من جمادى الآخرة ، وقام في الأمر بعده ابن أخيه سير رجال (٣) فتسلم أنطاكية وأعمالها ، واستقام له (١٠٠ ظ) الأمر فيها ، بعد أن جرى بين الافرنج خلف بسببه إلى أن أصلح بينهم القسوس ، وطلب من الملك رضوان مقاطعة حلب المستقرة ،
__________________
(١) من كبار علماء الفقه الحنفي ، ولي القضاء في دمشق ، كان متعصبا لمذهبه مما أثار الشافعية ضده. مرآة الزمان ـ أخبار سنة ٥٠٦ ه ـ.
(٢) كذا في الأصل ، وقد لحق الاسم تصحيف ، فهو «طوروس الأول» [١١٠٠ ـ ١١٢٣] بارون دولة أرمنية الصغرى التي قامت مع نجاح الحملة الصليبية الأولى ، وتمركزت في المنطقة الواقعة فيما بين طرطوس وعين زربة. انظر القلاع أيام الحروب الصليبية ط. دمشق ٩٨٢ : ٣١ ـ ٣٤. صفحات من تاريخ الأمة الأرمنية لعثمان الترك ، ط حلب ١٩٦٠ : ١٣٤ ـ ١٣٥.
(٣) يرسمه ابن العديم في زبدة الحلب : ٢ / ١٦٣ «روجار» وهو أصح من رسم ابن القلانسي لأن أصل الاسم ROGER.