السواد ، ونصف السواد ، ويضمن عن بغدوين الوفاء بذلك ، والثبات على المودة ، والمصافاة وترك التعرض لشيء من أعمال دمشق ، ولا يعرض هو لشيء من أعمال الافرنج ، فلم يجب إلى ذلك ، ونهض من دمشق في العسكر للقاء الأمير مودود ، والاجتماع به ، على الجهاد ، فاجتمعا بمرج سلمية ، واتفق رأيهما على قصد بغدوين (١٠١ و) وسارا وقد استصحب أتابك جميع العسكر ، ومن كان بحمص وحماة ورفنية ، ونزلا يوم عيد النحر بقدس (١) ورحلا منها الى عين (٢) الجر بالبقاع ثم منها الى وادي التيم ، ثم نزلا بانياس ، ونهضت فرقة من العسكر فقصدت ناحية تبنين (٣) فلم يظفر منها بمراد وعادت.
ووصل إليها بغدوين ، وقد كان لما يئس من إجابة أتابك إلى الموادعة ، واصل الغارات والفساد في الشام الى أن وصل عسكر المسلمين الى عمله ، وبالغ أتابك فيما حمله إلى الأمير مودود وإعظامه وإكرامه ، وما حمله إليه وإلى مقدمي عسكره ، وخواصه من أنواع الملبوس ، والمأكول ، والمركوب ، ثم نهضوا معلمين على النزول على الإقحوانة ، ووصل إلى بغدوين سير رجال صاحب أنطاكية ، وصاحب طرابلس ، وأجمعوا رأيهم على النزول غربي جسر
__________________
أنها أسباب مالية ، ووصف القاء القبض على جوسلين وطرده الى مملكة القدس ، وكذا فعل ابن الأثير في الكامل : ٨ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦. الباهر : ١٧ ـ ١٩ ، ورسم الناسخ في هذه الصفحة اسم الحصن الأول مرة «ثمانين» ومرة ثانية «تمنين» وحيث أن المنطقة هي جبل عاملة وجدت في كل من الأعلاق الخطيرة ـ قسم الأردن : ١٥٢. وصبح الأعشى : ٤ / ١٥١ ـ ١٥٢ : هونين وتبنين «حصنان» بنيا بعد الخمسمائة بين صور وبانياس بجبل عاملة» وهنا رجحت أن يكون اسم «ثمانين ، تمنين» مصحف صوابه تبنين ، وبناء على هذا قدرت أن الاسم الساقط هو : هونين.
(١) هي بحيرة قطينة قرب حمص.
(٢) على مقربة من الحدود السورية اللبنانية بعد (المصنع) قرب قرية «عنجر» الحالية.
(٣) في الأصل «تمنين» انظر الحاشية (١) للصفحة السابقة.