والاستيلاء على أموالهما وذخائرهما ، للاسباب التي نقم بها عليهما ، والمنكرات التي اتصلت به عنهما (١).
وفيها اتصلت الأخبار من ناحية بغدوين ملك الأفرنج صاحب بيت المقدس ، بالاحتشاد والتأهب والاستعداد لقصد ناحية حوران من عمل دمشق ، للعيث فيها والإفساد ، وشرع في شن الغارات على الجهات القريبة من دمشق ، والمضايقة لها ، وقطع الطرقات على الواردين إليها ، فعند المعرفة بذاك والتحقق له ، شرع ظهير الدين أتابك في الاستعداد للقائه ، والاجتماع على جهاده ، وكاتب أمراء التركمان ومقدميهم وأعيانهم ، بإعلامهم صورة الحال ، ويستنجد بهم عليهم ، ويبذل لهم الاحسان والانعام ، وبرز في عسكره وقد ورد عليه خبر قربهم من طبرية ، قاصدين أعمال البلد من مرج الصفر وشرخوب (٢) ، وخيم به ، وكاتب ولاة الأطراف بإمداده بالرجالة ، واتفق وصول التركمان في ألفي فارس أولي بأس شديد ، ورغبة في الجهاد ، ومسابقة إلى الكفاح والجلاد ، فاجتمع إليه خلق كثير ، وكان الأفرنج حين عرفوا نزول أتابك والعسكر بمرج الصفر ، رحلوا إليه ، وخيموا بإزائه ، ووقعت العين على العين ، وتطاردت طلائع الفريقين ، فلما كان يوم الاثنين السابع والعشرين من ذي الحجة من السنة ، اجتمع للقضاء المقضي ، والحكم النافذ من أحداث دمشق والشباب الأغرار ، ورجال الغوطة والمرج والأطراف ، وأحداث الباطنية المعروفين بالشهامة والبسالة من حمص وغيرها والعقبة وقصر حجاج والشاغور خلق كثير ، رجالة وخيالة بالسلاح التام ، والناهض مع المتطوعة والمتدينين ، وشرعوا بالمصير للحاق المصاف قبل اللقاء ، وقد شاع الخبر بقوة عسكر
__________________
(١) انظر تفاصيل الخبر في اتعاظ الحنفا : ٣ / ١١٠ ـ ١١٥ ، وروي المقريزي أن الآمر كان يقول : «أعظم ذنوبه عندي ما جرى منه في حق صور واخراجها من يد الاسلام الى الكفر».
(٢) لم أجد هذا الموقع في المعاجم والمصادر الجغرافية.