امتعض منها ، نسبت إليه ، وقيل إن هذا مكافأة من الله تعالى له ، عما كان منه في عصيان الخليفة الإمام المسترشد بالله أمير المؤمنين ، والسعاية في دمه ، وكان هذا الخليفة المسترشد بالله أمير المؤمنين رحمهالله ، عالما تقيا فاضلا ، حسن الخط ، بليغا نافذا في أكثر العلوم ، عارفا بالفتوى ، واختلاف الفقهاء ، فيها ، أشقر الشعر أشهل العينين ، بوجهه نمش ، وكانت مدة خلافته سبع عشرة سنة ، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.
وفي شهر ربيع الأول منها تسلم الأمير شهاب الدين محمود بن تاج الملوك ، مدينة حمص ، وقلعتها.
شرح الحال في ذلك
لما عرف من كان بحمص وقلعتها من أولاد خيرخان بن قراجة ، وخمارتاش الوالي من قبلهم فيها ، ما استمر عليها ، من مضايقة الأمير عماد الدين أتابك لها ، وبذل جهده ، وحرصه في تملكها وأخذها ، وأخذه حماة المجاورة لها ، وجده في طلبها ، وإضعاف أهلها ، ومواصلة الغارات عليها ، وأنهم لا طاقة لهم بضبطها ، لقلة القوت بها ، وعدم الميرة فيها ، أنفذوا رسلهم إلى شهاب الدين
__________________
وعرفهم ما أمرهم السلطان سنجر ، وقال الوزير : إذا كان هذا الأمر يلزمنا فنحن نولي من نراه ، وهو الزاهد العابد الدين الذي ليس في الدار مثله ، قال السلطان : من هو؟ قال : الأمير أبو عبد الله بن المستظهر ، فقال : وتضمنون ما يجري منه؟ فقال الوزير : نعم ، وكان الأمير أبو عبد الله صهر الوزير شرف الدين على ابنته ، فإنها دخلت ذات يوم في الدار ، في زمن المستظهر ، فرآها الأمير أبو عبد الله ، فطلبها من أبيه فزوجه إياها ، وكان شرف الدين اذ ذاك نقيب النقباء ، ودخل بها ، وبقيت عنده مدة ، وماتت عنده ، فقال السلطان : ذاك إليكم ، واكتموا الحال لئلا ينمو الأمر فيقتل ، ثم رحل السلطان يطلب بغداد والوزير والجماعة الى بغداد والوزير ونحن أجمع في صحبته ...